كشفت وثيقة نشرها موقع «ويكيليكس»، يوم الاثنين الماضي، ضمن قائمة جديدة من الوثائق والمراسلات الديبلوماسية السرية التي تهم سنوات السبعينيات، عن حادث مثير كان بطلاه الملك الراحل الحسن الثاني، والجنرال حسني بنسليمان، ارتبط بقضية الأطباق الطائرة التي مازالت تحير الجميع إلى الآن. وأكدت الوثيقة أنه بتاريخ 25 شتنبر من سنة 1976، وعلى الساعة العاشرة صباحا، أرسلت السفارة الأمريكية بالرباط برقية إلكترونية إلى مرغريت جرافلد، المسؤولة بالقيادة العليا الأمريكية، تؤكد فيها أن الجنرال حسني بنسليمان، قائد الدرك الملكي حضر شخصيا، في وقت مبكر من اليوم نفسه، إلى السفارة الأمريكية بالرباط والتقى السفير الأمريكي روبرت أندرسون، ليستفسره عن حقيقة الأطباق الطائرة. وأوردت الوثيقة ذاتها أن الجنرال حسني بنسليمان حل بالسفارة الأمريكية بطلب من الملك الحسني الثاني شخصيا، حيث أرسله هذا الأخير من أجل الحصول على معلومات حول مجموعة من الحوادث، التي وقعت ليلتي 18 و19 شتنبر من سنة 1976، وأبلغ فيها مواطنون مغاربة عن رؤية أطباق طائرة بكل من أكادير ومراكش والرباط والقنيطرة، بين الساعة الواحدة والثالثة صباحا. وخلفت هذه الحوادث قلقا بالغا لدى الملك الراحل، الذي عبر عن مخاوفه للجنرال حسني بنسليمان من أن تكون للأمر علاقة بهجوم خارجي وشيك، حسب ما جاء في الوثيقة، خاصة أن كل الشهود أكدوا أن تلك الأجسام الطائرة لا تمت بصلة للطائرات العادية المعروفة، إذ أن شكلها دائري ولونها فضي مشع وينبعث من محركاتها صوت قوي. وأشارت مضامين الوثيقة إلى أن السفير الأمريكي ظل في حيرة من أمره إزاء طلب الملك الحسن الثاني والجنرال حسني بنسليمان الحصول على معلومات بخصوص هذه الظواهر الغامضة، وهو ما دفعه إلى مراسلة القيادة العليا الأمريكية قائلا: «أنا لا أعرف ماذا أفعل تجاه هذا الطلب الغريب، الرجاء موافاتي بأي معلومات تساعدني على حل هذا الموضوع». وتضم الدفعة الجديدة من وثائق «ويكيليكس» حوالي 1.7 مليون من البرقيات الدبلوماسية والاستخبارية التي تعود إلى السبعينيات من القرن العشرين. وجمع الموقع سجلات متنوعة تم ترتيبها، وتشمل برقيات دبلوماسية وتقارير استخبارية ومراسلات الكونغرس سينشرها بشكل يتيح إجراء بحوث بشأن قضايا محددة.