يواصل كل من السينوغراف عبد المجيد الهواس والمخرج المسرحي يوسف العرقوبي مسار تعاونهما، بعد عدد من الأعمال السابقة، في العمل الجديد «امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير»، وهما معا يؤكدان على نظرة خاصة في الممارسة المسرحية، قائمة على البحث وتجريب أدوات العرض، وطرح الأسئلة الحقيقية للفعل الركحي. يعيدنا الهواس والعرقوبي إلى مسرح شديد الخصوصية، قائم بالأساس على التجريب، كما يجعلان معا، في إطار عملهما العميق على السينوغرافيا ومفردات الإخراج والتمثيل، فعل الفرجة المسرحية، فعلا متحولا، يتشكل في كل عرض جديد ويأخذ طابعه الخاص. العرض الأول لفرقة مسرح المدينة الصغيرة بشفشاون للعمل المسرحي الجديد «امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير» قدم في فاتح أبريل في دار الثقافة الحاجب بحضور عدد من فعاليات المدينة، وبحضور لجنة دعم وزارة الثقافة. والعمل مرشح لدعم الوزارة. مسرحية «امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير» عمل مسرحي ممتلئ بالإثارة والتشويق، ينتمي إلى الحياة، وإلى الفرح، والعذاب، والحب، والحسد. إنه عمل إنساني. وهو من تأليف أحمد السبياع وإخراج يوسف العرقوبي، مساعد المخرج: علي البوهالي. تشخيص: رجاء خرماز، رباب الخشيبي، محمد بوغلاد، يوسف أهمو، سينوغرافيا عبد المجيد الهواس، مساعد السينوغراف محمد أمين آيت حمو. ملابس صفية المعناوي. ماكياج هدى زبيد. تنفيذ الإنارة محمد بنعمر. تنفيذ المؤثرات الصوتية عبد المغيث المرابط. المحافظة العامة محمد عسو. وستبدأ الفرقة بعرض في تونس، ضمن فعاليات مهرجان خليفة السطمبولي للمسرح المغاربي الدورة 19، وذلك من 12 إلى 20 أبريل. ويقدم العمل تقاطعات حياتية لأبطال غير معتادين، أبطال لا يملكون من البطولة شيئا، فهم لم يحرروا مدينة مسلوبة، ولم يتغلبوا على عدو محتمل، ولم يناضلوا ضد قوى الشر. لكنهم تحملوا الحياة داخل مدينة كئيبة، مدينة يصعب حتى على لص أن يجد فيها شيئا ذا قيمة يسرقه. اللص هو السيد سالم، والمرأة الوحيدة هي السيدة ليلى. يتردد السيد سالم على منزل السيدة ليلى ليسرق ما تبقى لديها من أغراض قليلة، لكنه يجد نفسه وقد بدأ يضعف أمامها، ثم بدأ يرق لحالها، يساعدها، يحزن لحزنها، يفرح لفرحها، ثم... يحبها. أما السيدة ليلى فبعدما استنزف اللصوص كل ممتلكاتها، لم تعد تملك إلا أواني قليلة غير ثمينة، لكن اللص سالم فقير إلى الحد الذي لا يجد معه ما يسكت به بطنه الجائعة، وهي لا تمانع أن تطعمه بين الفينة والأخرى، كانت تعد أي طعام، لكنه لا يحب الطعام المالح، فصارت تعد له طعاما معتدل الملح، وهو يحب السمك، فتعد له السمك وتنتظره، وحينما يتأخر تقلق، وتقلق كثيرا، إنها تحبه أيضا. وللسيدة ليلى جار هو السيد فوزي ولديه ابنة هي حسناء. السيد فوزي موظف وهو صديق المرحوم أب السيدة ليلى، أوصاه صديقه قبل وفاته أن يعتني بابنته، وهو يحاول ذلك. أما الآنسة حسناء فهي فتاة سليطة اللسان، مندفعة، تذيق السيدة ليلى مختلف ألوان التعذيب.