محمد بوغلاد ممثل ومخرج مسرحي متألق، أحب المسرح منذ نعومة أظافره، تنقل بين العديد من الفرق والنوادي المسرحية بمدينة شفشاون، التي ترعرع بين دروبها، ساهم في العديد من الأعمال المسرحية، وتعد "مواويل البنادق الريفية"، أول عمل مسرحي ساهم فيه، وظل راسخا في ذهنه، ومن ثمة كانت انطلاقته. المسرحي المغربي محمد بوغلاد وأدى محمد بوغلاد أدوارا في العديد من الأعمال المسرحية مثل مسرحية " مذكرات شيطانية"، و"حدائق لوركا"، و"عرس الدم"، و"مسحرية" و"رطل ونص ارطل"، و"غجر منتصف الليل"، و"سيدة المتوسط". في هذا الحوار الذي خص به "المغربية"، ينفتح بوغلاد على تجاربه الإبداعية، ويتقاسمها مع قراء "المغربية". هل لك أن تقربنا عن محمد بوغلاد المخرج المسرحي والممثل؟ محمد بوغلاد ممثل ومخرج مسرحي، عشقت المسرح منذ طفولتي من خلال الاشتغال مع بعض النوادي المدرسية بمدينة شفشاون، التي ترعرعت بين دروبها، إلى جانب اشتغالي مع بعض الفرق المسرحية، وتعد مسرحية "مواويل البنادق الريفية"، لتأتي بعدها جملة من الأعمال المسرحية، التي شاركت فيها تمثيلا أو إخراجا، ومن هنا كانت انطلاقتي الأولى. كيف عرف محمد بوغلاد طريق الإخراج المسرحي، ومتى كانت انطلاقته الأولى؟ بالنسبة لبدايتي كمخرج أستحضر هنا فرقة مسرح المدينة الصغيرة، التي أترأسها. وأول عمل ساهمت في إخراجه كان تحت إشراف برج الأبرياء، من تأليف عزيز الخراز سنة 2003. وتوالت أعمال مسرحية أخرى مثل "الحقيبة" للزبير بن بوشتى سنة 2005، و"بريتانيكوس" من الربرتوار العالمي لجون راسين سنة 2007، و"رطل ونص رطل" من تأليف أحمد السبياع سنة 2009. وهذا المنجز المسرحي يعد من أهم الأعمال التي قمت بإخراجها، وحظيت بإقبال كبير. وبالنسبة لأهم الأعمال التي جسدت فيها أدوارا، فأذكر بالتجربة الرائدة لفرقة "أبينوم" حيث شاركت في أكبر أعمالها من قبيل "مذكرات شيطانية"، وهي مسرحية مقتبسة عن نص إنسو هيروسترات و"حدائق لوركا" ، و"عرس الدم" لغارسيا لوركا، وهي من إعداد محمد زيطان، ثم "غجر منتصف الليل" من تأليف محمد زيطان، وبعدها "سيدة المتوسط". وهذه الأعمال كلها من إخراج ياسين أحجام. ثم بعدها "قصر البحر" من تأليف محمد زيطان، وإخراج عادل أبا تراب. ولا أنسى مسرحية "كلاكاج"، تأليف أحمد السبياع وإخراج نعيمة زيطان. و"مساحات مضيئة" تأليف وإخراج أحمد السبياع. كما سيكون لي الشرف أن أجسد دور السيد فوزي في مسرحية "امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير"، إخراج يوسف العرقوبي وإنتاج فرقة مسرح المدينة الصغيرة لهذا الموسم. من هم الفنانون الذين تعاملت معهم؟ يصعب علي أن أستحضر في هذا اللقاء أبرز الفنانين الذين تعاملت معهم، لأن الأهمية بالنسبة لي ليست في الشهرة التي يحظى بها الفنان، لكن في جديته وفي قيمته الاحترافية. وأعتقد أن أغلب الفنانين الذين تعاملت معهم سواء ممثلين أو مخرجين أو تقنيين، والذين حظيت بشرف التعامل معهم، كانوا قدوة لي، وقائمة أسمائهم طويلة، أذكر من بينهم، تمثيلا لا حصرا، محمد أضرضور، وياسين أحجام، وسناء عكرود، وأنس العاقل، وحميد البوكيلي، وحنان الإبراهيمي، والعربي اليعقوبي، ومحمد الوراكلي، ونعيمة زيطان، ويوسف العرقوبي، وياسين الزاوي، ومحمد زيطان، وأحمد السبياع، ومخلص بودشار. وكافة أعضاء فرقة مسرح "أبينوم". محمد بوغلاد عاشق للمسرح، ما هي رؤيتك لثنائية الهواية والاحتراف المسرحي؟ الهواية والاحتراف واحدة من الإشكاليات الكبرى في المسرح المغربي. فقد راجت فكرة الاحتراف بعد ظهور الدعم المسرحي المقدم من قبل وزارة الثقافة، فصارت كل الفرق التي تحصل على الدعم تعد محترفة، والتي لا تحصل عليه تدخل ضمن خانة الهواية، ولو أن هذا التحديد غير دقيق.. غير أن المتفق عليه أن خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي هم بالضرورة محترفون، والذين يمضون تجربة طويلة في الاشتغال رفقة فرق قوية وأسسوا تجارب بارزة هم محترفون أيضا. كما أنك قد تصادف ممثلين رائعين، لكنهم يحسبون على الهواة، والحقيقة أن هناك تداخلا في المغرب بين الهواية والاحتراف. ما هو تقييمك للتجربة المسرحية المغربية؟ قبل كل شيء علينا أن نثمن تجربة الدعم المسرحي المقدم من قبل وزارة الثقافة، الذي تطور في صيغته الحالية، فبفضله تنتعش الحركة المسرحية في المغرب. كما أننا نتمن مجهودات كل الفعاليات الساعية إلى تطوير الحركة المسرحية في وطننا، تأتي في مقدمتهم الفدرالية الوطنية للفرق المسرحية المحترفة، والنقابة المغربية لمحترفي المسرح، وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، والفرق التي تشتغل بجدية، وخريجو المعهد الذين قدموا إضافة مهمة للساحة المسرحية المغربية، إذ ساهموا في تطويرها. والمسرح المغربي بخير مادام الاجتهاد في النصوص وثقافة القرب من دعامات المنجز المسرحي. كيف ترون المسرحيين الشباب من خريجي المعاهد المسرحية، وبماذا تنصحونهم؟ بالنسبة لخريجي المعهد العالي للفن المسرحي، فالحقيقة أن إسهامهم في الساحة المسرحية واضح وجلي. من خلال التجارب الرائدة والأداء المتميز للفرق المسرحية التي تضم نسبة مهمة من الخريجين مثل فرقة "نحن نلعب" وفرقة "مسرح أبينوم" وفرقة "مسرح السبعة"، و"أفروديت"، وفرقة "تنسيفت". وفرقة "دابا تياتر" وفرقة "أكواريوم"، وفرقة "طاكون". كما أن انفتاح الفن المسرحي المغربي على أساليب جديدة وتعامله مع عوالم مختلفة، يرجع الفضل فيه إلى إسهامات خريجي المعهد المسرحي. كما أنني أعمل جاهدا في توجيه هؤلاء الشباب إلى أن ينقلوا تجاربهم المسرحية إلى مدنهم أولا كي تستفيد منها، وحتى لا تبقى حكرا على مدينتي الرباط والدارالبيضاء. على سبيل المثال فالعديد من المسرحين الشباب هجروا مدينة شفشاون بعد تخرجهم، واستقروا بمدن أخرى. من خلال تجاربكم المسرحية، كيف ترى واقع المسرح العربي؟ بالنسبة للمسرح العربي ينبغي الإشادة بمجهودات بعض الهيئات من قبيل الهيئة العربية للمسرح، التي تحتضن وتدعم المسرح دراسة وممارسة. كما ينبغي الإشادة بالتجربة المغاربية في الدعم المسرحي. فالمسرح في العالم العربي دون دعم ينتهي أمره أو يضعف في أحسن الأحوال. وعلى العموم لمعرفة واقع المسرح العربي، فلابد من الوقوف عند بعض المحطات الأساسية، التي مر بها، في إثبات وجوده، سيما المرحلة التي كان يلعب فيها المسرح العربي دورا نضاليا ضد الاستعمار الغربي للدول العربية، إلى جانب المرحلة التي راجت فيها بعض النظريات المسرحية، وكان هناك تشنج بين سياسات الدول العربية والفنانين المسرحيين. ثم جاءت بعد ذلك المرحلة التي ازدهر فيها المسرح العربي من خلال الإضافات النوعية لخريجي المعاهد المسرحية في العالم العربي. كما لا ننسى الإشادة بالنقاد والمنظرين، وكذا المجلات والجرائد المسرحية المتخصصة والتي تساهم بجدية في تنمية المجال المسرحي العربي.