أصدر الكاتب المغربي أحمد السبياع كتابا يضم نصين مسرحيين: «امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير» و»مساحات مضيئة». وقدم هذا العمل كل من عبد المجيد شكير، أنس العاقل وياسين أحجام. ويتناول النص المسرحي الأول حكاية امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير، إذ يقدم أربع شخصيات، امرأة عاجزة، ولص فقير كهل حائر، وابنته الشابة النزقة. تتفاعل هذه الشخصيات بالحب، بالغضب والحقد والاستغلال، والرحمة.. فتنتج أحداثا مشوقة. هذا في الوقت الذي يدور فيه نص مساحات مضيئة حول الماضي الذي يؤثر في الحياة الحالية للأفراد ويعوق تطورهم ويمنعهم من تحقيق أمنياتهم وأهدافهم. فالمسعودي الذي يتودد للسعدية ويخطب ودها، يثقل كاهله ماض أثيم. فهو قد قدم في شبابه المبكر من الضواحي وأحب السعدية بجنون لكنه لم يلق قبولا من قبلها ولا من قبل والدها. فقد كانت حينها تتفوق عليه بالغنى والجمال، فقرر أن يحرمها من نقط قوتها المال والجمال. فاستقدم صديقا له يدعى لبتيوي ورسما معا خططا جهنمية وعلى مراحل دامت لفترة طويلة؛ جعلت والد السعدية يفلس ففقدت بذلك إحدى نقط قوتها المال. فقرر العاشق المجنون أن يعيب جمالها حتى يبتعد عنها الخطاب اللاهثين وراء حسنها فهجم عليها ليلا، لكن حبه الشديد لها منعه، فأطلق سراحها. وقد زج بلبتيوي في السجن لمدة خمسة عشر سنة لإحراقه مصنع صبوح والد السعدية، وتحمل الذنب وحده ولم يش بصديقه المسعودي. هذا هو الماضي.. أما الحاضر، فالسعدية وأختها صارتا فقيرتين تبيعان أثاث المنزل الفخم الذي ورثتاه عن أبيهما قطعة بعد قطعة. والمسعودي يعرض على السعدية حياة هنيئة، فقد كون ثروة منذ قدومه من الضواحي. ولبتيوي خرج من السجن واستقدم معه صديقا له يدعى سيف وهما معا يعيشان عالة على المسعودي، وهو يبقي عليها لأنهما يعرفان ماضيه الأثيم مع عائلة السعدية ويخاف أن يخبراها به خاصة وأنها أخيرا وافقت على الزواج منه ليس لأنها تحبه، بل لأنها صارت فقيرة وتحتاج لمعيل، فهي ترفض أن تعمل، فيما تنخرط أختها في حياة العمل وتعتمد على نفسها. يجعل المسعودي سيف ينخرط معه في أعماله القذرة وهو ما يثير خوف لبتيوي على صديقه سيف، فالعمل مع المسعودي يؤدي إلى السجن أو الموت، وبالفعل يقتل سيف دفاعا عن قذارة المسعودي، وتعرف السعدية ماضي المسعودي ومع ذلك تقرر الزواج منه.