استقبل مستشفى محمد الخامس بالجديدة، أول أمس، شابا في عقده الثاني لقي حتفه إثر تناوله مادة سامة متعمدا الانتحار، وبعد وفاته بساعات قليلة، استقبل قسم المستعجلات بنفس المستشفى حالة أخرى لفتاة عمرها حوالي 18 سنة، تبين أنها هي الأخرى تناولت مادة سامة في محاولة للانتحار نجت منها بأعجوبة لكن حالتها وصفت، حسب مصر طبي، بالخطيرة جدا. المثير في حالتي الانتحار ومحاولة الانتحار المتقاربتين اللتين استقبلهما مستشفى محمد الخامس بشكل متقارب، هو أن الأمر يتعلق بشاب وفتاة يتحدران من دوار الجوابر التابع لإقليم سيدي بنور، تحدثت أنباء أولية عن كونهما كانا مرتبطين بعلاقة غرامية وأنهما في عداد المخطوبين ويستعدان لإتمام إجراءات الزواج قبل أن يواجها بعض المشاكل العائلية، لم تفصح عنها بشكل صريح إحدى قريبات الهالك، التي اكتفت بالتلميح إلى أنهما كانا ينويان الزواج لكن إحدى الأسرتين رفضت الأمر فلجأ إلى الانتحار، وبعد أن بلغ خبر وفاته إلى الفتاة قررت هي أيضا الانتحار على نفس الطريقة وتناولت مواد سامة تستعمل في رش النباتات الفلاحية. هذا ويسود تكتم شديد وسط أفراد أسرتي الشابين الذين حضروا بكثافة إلى مستودع الأموات وقسم الإنعاش بالمستشفى. يذكر أن مدينة سيدي بنور شهدت مؤخرا حالات انتحار أخرى أو محاولات انتحار، آخرها حالة التلميذة التي رمت بنفسها من الطابق الثاني للثانوية الإعدادية التي تتابع بها دارستها، والتي نجت من الموت، وكان السبب دائما مشاكل اجتماعية وتردي الحالة النفسية للتلميذة بسبب أشياء تبدو تافهة، كما أقدمت بنفس المدينة فتاة أخرى، عمرها حوالي 14 سنة، على الانتحار اكتشفت أسرتها فجأة أن جثتها معلقة بحبل داخل إحدى غرف منزل الأسرة، إضافة إلى حالة الشاب الذي صعد إلى أعلى بناية عالية وسط مدينة سيدي بنور محاولا الانتحار قبل أن تنقذه عناصر الوقاية المدنية بصعوبة... والملاحظ أن جميع حالات الانتحار أو محاولته ترجع أسبابها في أغلب الأحيان إلى تدهور الحالة النفسية للمقدمين عليه بسبب المشاكل العائلية والاجتماعية.