عرف اقليم تاوريرت بولاية وجدة/الجهة الشرقية خلال السنوات الماضية والأشهر الأخيرة من السنة الحالية حوادث كثيرة تتعلق بالجرائم والسرقات والاعتداءات وتفشي المخدرات بشتى أنواعها والفساد.. كما عرف الإقليم أيضا وقوع حوادث انتحار تبين أن نسبة عملياتها في ارتفاع مما أصبح يتطلب من مختلف الأجهزة الكثير من الاهتمام... وقد فاقت حالات الانتحار التي أحيلت على مصالح الأمن والدرك الملكي والنيابة العامة بإقليم تاوريرت 30 حالة خلال الفترة الممتدة مابين فاتح يناير 2006 و 30 شتنبر 2009 (9 إناث و 6 ذكور خلال الفترة الممتدة مابين 01 يناير 2006 و 31 غشت 2008، و 8 حالات في سنة 2006 (6 إناث وذكرين) و 4 حالات في الشهور الأولى من سنة 2007 (3 ذكور وأنثى و 3 حالات سنة 2008 وأزيد من 6 حالات خلال سنة 2009 (17 إناث و 11 ذكور). ومن خلال نتائج التحليلات والتشريحات الطبية وتقارير الأجهزة الوصية والأخبار المتداولة يستخلص أن أسباب الإنتحار تدفن مع المنتحر في قبره.. وتبقى متعددة إذ نجد منها ما يرتبط بالمرض النفسي والفقر والفساد والحرمان والإحساس بالضياع والمتاهة لانعدام الرعاية. ويردد السكان أن بعض الضحايا/الشباب الذين انتحروا لهم علاقة بمعاناة العاطلين في الإقليم والذين يجدون أنفسهم ضائعين مهملين بينما أغلبية الفتيات اللواتي انتحرن فقدن بكارتهن لسبب من الأسباب (مثل عدم اكتمال وعد الزواج/الحمل غير الشرعي...) وقد عمد بعض المنتحرين والمنتحرات في الإقليم إلى شنق أنفسهم بحبال وسترات رؤوس وأسلاك وهناك من فضل شرب سوائل سامة، بينما فئة أخرى فضلت ابتلاع كمية كبيرة من الأدوية.. كما أن بعض المنتحرين أصبحوا يتخذون قراراتهم بسرعة كبيرة إما عن طريق إلقاء أنفسهم من سطوح العمارات أو المنازل والأماكن المرتفعة ما يتسبب في وفاتهم مباشرة لحظة إقدامهم على الانتحار، وهناك نوع آخر من المنتحرين الذين لا يكون لديهم الوعي بالانتحار البطيء والمفاجئ من خلال الإدمان على المخدرات (الكوكايين، القرقوبي،، و ،،). وقد نقلت سيارة الإسعاف أخيرا من الممر السككي الكائن بطريق دبدو شابة في حالة حرجة، عازبة ، تقطن بحي النهضة وتفيد الأخبار المتداولة أن الشابة فريدة كانت تعاني أزمة نفسية حادة لازمتها طيلة شهور جعلتها تعزف عن الاندماج في المجتمع ، وتروج الشائعات أن الشابة تعاني مشاكل عائلية الشيء الذي جعلها ترمي نفسها من فوق قنطرة وتسقط فوق الخط الحديدي، غير أن بعض الأخبار ترى أن الشابة أصيبت بعارض فحاولت الإمساك بالحاجز الحديدي للقنطرة لكنها لم تستطع فسقطت أرضا على الخط السككي، وتم نقلها إلى مستشفى الفارابي، حيث مازالت تحت العناية المركزة. كما أقدمت شابة تقطن بزنقة بوعرفة بحي التقديم بتاوريرت على الانتحار، وذلك بأن عمدت إلى رمي نفسها من الطابق الثالث من منزل عائلتها، وذلك حوالي التاسعة ليلا من يوم 29.9.2009 والضحية لا يتجاوز عمرها الأربعين عازبة وبدون مهنة، حيث أصيبت بكسرين في فخذيها. وتفيد الأخبار المتداولة من طرف أقربائها أنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية. وحسب المعطيات المتوفرة فإن المواطنة مليكة /المزدادة بصاكا دائرة جرسيفباقليمتازة قد أودعت مستشفى الأمراض العقلية بوجدة، وقد حاولت الانتحار بإلقاء نفسها من نفس المنزل، كما كانت تهدد بالانتحار في مرات عديدة. كما تم العثور على الشاب فاتح الوكيلي 23 سنة/عازب بدون مهنة، معلقا بواسطة قطعة من ثوب ربطها بغصن شجرة من أشجار غابة دوار الخبازة الكائنة بقبيلة بني وجكل بجماعة سيدي لحسن. وأفادت الأخبار المتداولة من طرف ساكنة قرية بني وجكل أن المنتحر فاتح الوكيلي كان يعاني أزمة نفسية. ويقال أيضا أن بعض أفراد عائلة المنتحر يعانون من أزمات نفسية، حيث أن والده غادر بيت العائلة منذ مدة ولم يظهر له أي أثر. كما وضعت المسماة قيد حياتها: الزهرة ف/21 سنة بدون مهنة حدا لحياتها بتناولها مادة كيماوية سامة تتمثل في مبيد الحشرات بمنزل والديها الكائن بدوار اولاد عمرو بالجماعة القروية لمسكمار دائرة العيون/سيدي ملوك. وحسب المعطيات المتوفرة فإن الضحية التي أقدمت على الانتحار لخلافات عائلية قد لفظت أنفاسها الأخيرة على متن سيارة الإسعاف قبل وصولها المستشفى الإقليمي لتاوريرت. وهنا لابد من إعادة طرح السؤال من جديد مع هذه الحوادث المفجعة متى ستظل الجهات المسؤولة واجهزتنا الوصية تغيب الأسباب الاجتماعية ومظاهر الانحلال الخلقي وتعاطي المحرمات التي تسربت إلى مدننا وقرانا والاكتفاء بالإجراءات التكميلية؟ ولماذا لا تهتم الجهات الوصية بالأشخاص الذين يعانون من أزمات نفسية، خاصة وان الكل يتحدث عن المبادرات والاهتمام بالمعوزين والمرضى.. إن الأمر أصبح يسبب آلاما كبيرة لأسر الضحايا، كما أصبح مثار حديث العديد من الناس بالإقليم.