عرفت مدينة تطوان خلال السنوات الماضية والأشهر الأخيرة من السنة الحالية حوادث كثيرة تتعلق بالجرائم والسرقات وتفشي المخدرات بشتى أنواعها. وقد سبق لجريدة العلم أن تطرقت لها في أعدادها السابقة، كما عرفت، أيضا، وقوع حوادث انتحار تبين أن نسبة عملياتها في ارتفاع، وتعود أسباب هذه الحوادث إلى قضايا ومشاكل نفسانية واجتماعية بالدرجة الأولى من خلال بعض الحالات، فيما تبقى الانتحارات الأخرى غير واضحة وأسبابها. إلا أن الملاحظ أن ظاهرة الانتحار أصبحت تعرف تزايدا ملحوظا في تطوان وبالمنطقة، وفي الغالب الأعم، ومن خلال الحالات، التي وقفت عليها جريدة العلم بالمدينة أو المنطقة عموما، يتبين أن أغلب المنتحرين يتخذون قراراتهم بذلك بسرعة كبيرة، إما عن طريق إلقاء أنفسهم من سطوح العمارات أو المنازل، أو عن طريق شنق أنفسهم بحبال أو غير ذلك، مايتسبب في وفاتهم مباشرة لحظة إقدامهم على الانتحار. وهناك نوع آخر من المنتحرين الذين لا يكون لديهم الوعي بالانتحار البطيء والمفاجئ من خلال الإدمان على المخدرات القوية، وهؤلاء يوجد العديد منهم، غير أنه لم تسجل حالات وفاة كثيرة في صفوفهم حسب المعطيات التي توصلنا بها، باستثناء بعض الحاقنين أنفسهم بإبر المخدرات، وقد سبق العثور على أحد المدمنين ملقى في أحد الشوارع ميتا بعد حقن نفسه بإبرة مخدرات قوية. وقد علمت الجريدة أخيرا، في هذا الإطار، أن أحد الأشخاص يبلغ من العمر 36 سنة أقدم على الانتحار عن طريق شنق نفسه بإحدى الضيعات الفلاحية قبالة المحطة الطرقية الجديدةبتطوان، حيث تفاجأ بعض المارة بجثة الضحية معلقة في شجرة بادية للعيان، الأمر الذي دفع بهؤلاء المواطنين للاتصال بالمصالح الأمنية لإخطارها بالواقعة، والتي سارع عناصرها إلى مكان الحادث وإخبار الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بتطوان الذي أمر بإيداع الجثة بمستودع الأموات بالمستشفى المدني وتشريحها لمعرفة أسباب الانتحار. وغير بعيد عن هذا الحادث، أقدم أخيرا شخص بتطوان على وضع حد لحياته شنقا بالقرب من الثكنة العسكرية (القصبة) بحي جبل درسة. وذكر مصدر أمني أن الشخص المنتحر يبلغ من العمر 70 عاما ويقطن بشارع الحزام الأخضر "قرب رشاشة الرحالي" بالحي المذكور. وأفاد المصدر ذاته أن سبب الانتحار يعود إلى رفع زوجة الشخص المنتحر دعوى قضائية ضد زوجها تطالبه فيها بالنفقة حيث جاء الحكم في صالح الزوجة وهو ما دفع به إلى وضع حد لحياته حيث عثر عليه منتحرا وهو معلق بحبل في شجرة قرب الثكنة العسكرية، من خلال شنق نفسه. وكان طفل يبلغ من العمر 12 عاما أقدم على وضع حد لحياته أخيرا شنقا بواسطة حبل بالملاليين القريبة من تطوان. وأفاد مصدر موثوق به أن أشخاصا عثروا على الطفل المنتحر معلقا بغصن شجرة. وقد علمت جريدة العلم من أحد أقارب الضحية أن أسرته فوجئت بهذا الحادث، حيث تألمت لذلك كثيرا، لاسيما وأن الطفل الضحية لم يكن يعاني من أي مرض نفسي. وتبقى الإشارة في الأخير، أن نسبة الانتحار في تزايد مستمر، ولا نتوفر على إحصاء دقيق للحالات المنتحرة بالمنطقة، مما ينبغي الكشف عنه إذا ما وجد، إلا أنه يتوجب على الجهات المعنية المختصة وفعاليات المجتمع المدني القيام بدراسات للتعرف على الأسباب الحقيقية اجتماعية أو نفسانية لإقدام هؤلاء الأشخاص على الانتحار على اعتبار أن الأمر أصبح يسبب آلاما كبيرة لأسر الضحايا، كما أصبح، مثار حديث العديد من الناس بالمنطقة.