انفجر يوم الخميس الماضي أكبر صهريج «عمومي» للمرجان بإقليم تاونات، وصبت كميات كبيرة منه في وادي سرا، وهو أحد روافد وادي ورغة الذي يفرغ كل ما فيه في سد الوحدة. كما دخلت كميات أخرى من هذه المادة التي تعتبر من «فضلات» معاصر الزيتون، إلى عدد من المنازل، وجرت قوة «الفيضان» عددا من السيارات. وكانت السلطات المحلية قد قامت منذ حوالي 3 سنوات ببناء هذه المحطة لجمع كميات كبيرة من المرجان من حوالي 10 معاصر عصرية للزيتون في المنطقة، وذلك لوقف «نزيف» تلويث مياه المنطقة عبر توجيه هذه المادة في اتجاه عدد من الوديان تستعمل مياهها في السقي والشرب. وعمدت هذه السلطات إلى إبعاد هذه المحطة عن مركز المدينة، مفضلة بناءها في منطقة أسكار، على بعد 10 كيلومترات من المركز في اتجاه بلدة كتامة. وفرضت على أصحاب معاصر الزيتون بالمنطقة استعمال الشاحنات ذات الصهاريج لنقل هذه المادة إلى هذه «المحطة». لكن عددا من هؤلاء «تمرد» على هذا القرار، مفضلا مواصلة رمي هذه المادة في وادي ورغة. وربطت المصادر بين هذا التمرد وبين «سلطة امتلاك القرار»، قائلة إن أحد أصحاب هذه المعاصر، وهو من ذوي «النفوذ في العاصمة الرباط»، لا يزال يقذف بهذه المادة في الوادي، بالرغم من أن جماعة بني وليد التي ينتمي إليها لا تبعد عن الصهريج إلا بكليومتر واحد. وتروي المصادر أن انفجار الصهريج استنفر كل المصالح بالمنطقة، وقطع عامل الإقليم، محمد فتات، كل اجتماعاته، وحل بالمنطقة، لكن دون أن يستطيع إيقاف «فيضان المرجان». وأوردت المصادر أن تسرب أطنان من هذه المادة إلى سد الوحدة يهدده بالتلوث. ويستغل هذا السد- الذي بني بعد الاستقلال، بشكل تطوعي وشارك في أشغال البناء الملك الراحل الحسن الثاني، وهو ولي للعهد، رفقة عدد من رموز الحركة الوطنية- من قبل المناطق الممتدة بين تاونات وسيدي قاسم. وتستعمل مياهه للشرب والسقي. وترجح المصادر أن تكون أسباب الانهيار مرتبطة ب«هشاشة البناء»، خاصة وأنه لم يمض على تشييد الصهريج سوى حوالي 3 سنوات.