«حاصر» العشرات من المواطنين في منطقة عين الشقف بضواحي فاس، قيادة المنطقة، صباح أمس الإثنين، ورددوا شعارات تطالب ب«رحيل» قائد المنطقة، الذي اتهموه ب«تعذيب» شاب، بعدما عمد رفقة عناصر من القوات المساعدة وأعوان سلطة إلى اعتقاله واحتجازه، يوم الخميس، في أحد مكاتب القيادة. وقال الشاب نبيل الشويخ ل«المساء»، إنه قصد القيادة لوضع إشعار يخبر فيه السلطات المحلية عن مشروع إحداث تعاونية لفائدة فتيات يشتغلن في مجال الخياطة. وأشار بعض المحتجين إلى أن حادث «احتجاز» الشاب «نبيل الشويخ» والاعتداء عليه باللكمات والسب والقذف والشتم، كان من الممكن أن يتطور إلى ما لا تحمد عقباه لولا تدخل أعضاء من المكتب المحلي لحزب العدالة والتنمية، وعدد من المواطنين ل«تخليص» الشاب من هذه القبضة المحكمة التي جعلت ساكنة المنطقة، وفعالياتها المدنية والحزبية، تخرج عن صمتها لتقرر تنظيم وقفة احتجاجية غاضبة صباح أمس الإثنين أمام قيادة المنطقة. وعبرت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية، والتي تتبع بعض أعضائها فصولا من المشاهد الأخيرة لهذا الاعتداء في أحد مكاتب القيادة، عن استنكارها لهذا الاعتداء. وقالت إن الشاب نبيل الشويخ تقدم إلى القيادة لإخبار رجل السلطة بعقد جمع عام تأسيسي لتعاونية نسائية للصناعة التقليدية، لكن قائد المنطقة استفزه بأسئلة عن دواعي إحداث هذه التعاونية، عندما طلب منه معطيات مفصلة عن التعاونية، وأعضاء المكتب، وأهداف الجمعية، وهي الوثائق التي تقدم للسلطات بعد عقد الجموعات العامة. وترك الشاب إشعاره في مكتب القائد، لكن هذا الأخير ضربه بهذا الإشعار، وطلب من أعوان السلطة إخراج المواطنين من الإدارة وإغلاق الباب الرئيسي، قبل أن يتم إدخال الشاب إلى أحد المكاتب، حيث انهال عليه القائد بالضرب والسب بكلام ناب، مما نجم عنه انهيار عصبي للشاب نتيجة الصدمة والآلام الناتجة عن الضرب، يضيف حزب العدالة والتنمية وهو يسرد تفاصيل هذه الواقعة، التي انضافت إلى وقائع أخرى رسمت صورة سلبية عن تصرفات رجل السلطة في هذه المنطقة التابعة إداريا لعمالة مولاي يعقوب. وحصل الشاب نبيل الشويخ، البالغ من العمر 21 سنة، على شهادة طبية تحدد مدة العجز المؤقت في 15 يوما، ما لم تقع تطورات في وضعه الصحي، وأكد عزمه على اتخاذ جميع الإجراءات القانونية لرد الاعتبار لنفسه، وهو القرار نفسه الذي صممت عليه والدته التي اتهمت قائد المنطقة بسبها وشتمها وإهانتها في شرفها وكرامتها بعدما تم «احتجازه» في أحد مكاتب القيادة. ووجه حزب «المصباح» انتقادات لاذعة لقائد قيادة عين الشقف، واتهمه بالتضييق على جمعيات المجتمع المدني، وعدم مدها بوصولات الإيداع. وعبر عن استياء عدد من المواطنين تجاه تعامله مع ملفاتهم، في وقت يستقبل فيه النفاذين في المنطقة بحفاوة، ويقدمهم على غيرهم من المواطنين. وردد المحتجون شعارات تتهم رجل السلطة ب»الشطط في استعمال السلطة» في التعامل مع ملفاتهم. وقال محمد السبعاوي، عن حزب العدالة والتنمية، في التجمع ذاته، إن قائد المنطقة يطبق أجندات سياسية، واتهمه بانتهاك مبادئ الديمقراطية، والإساءة للإصلاحات التي يخوضها المغرب.