باشرت الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن مكناس التحقيق في مقتل سيدة في عقدها الثالث متزوجة وأم لطفلين، تقطن بحي سيدي بابا إثر تلقيها طعنات قاتلة بآلة حادة من طرف أحد المنحرفين عندما كانت متوجهة إلى محل عملها بحي وجه عروس بالمدينة ذاتها. وقد لفظت الضحية أنفاسها الأخيرة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس متأثرة بجراحها بعدما لم تفلح محاولات إنقاذها. وذكرت مصادر مقربة أنه تم تحديد مواصفات الجاني من قبل عناصر الأمن، وهو مغربي ذو بشرة سوداء، فر إلى وجهة غير معلومة بعد اقتراف جريمته «البشعة» صباح يوم الجمعة الماضي ومازال في حالة فرار. وأوضحت المصادر ذاتها أن مجريات البحث من قبل الشرطة القضائية تتم في سرية تامة، خاصة بعدما أشيع أن الجاني قد تكون له علاقة بالمهاجرين الأفارقة الذين أصبحوا يستقرون مؤخرا بالعديد من أحياء المدينة الشعبية. ورجحت المصادر ذاتها أن يكون سبب جريمة القتل هو مقاومة الضحية للجاني عندما أراد سرقة محفظتها اليدوية مستغلا فرصة خلو المكان من المارة، مشيرة إلى أن المصالح الأمنية استدعت الجيران وزوج الضحية الذي لم يرافقها ذلك اليوم للإدلاء بأقوالهم في الموضوع. من جهة أخرى، أفادت مصادر من السكان أن جثة الضحية تم نقلها من طرف أهلها، نهاية الأسبوع، إلى مسقط رأسها في ضواحي مدينة القنيطرة من أجل دفنها هناك وسط ألم وحزن شديدين. هذه الجريمة هزت سكان أحياء الزرهونية وسيدي بابا ووجه عروس بمكناس، حيث خرج 200 من السكان واجتمعوا أمام موقع الجريمة مستنكرين ما وقع، منديين بالانفلات الأمني الذي تعرفه هذه الأحياء الثلاثة التي اعتبرها السكان بؤرة سوداء تجذب ذوي السوابق العدلية والمنحرفين، إذ أكدوا أن المصالح الأمنية نفسها تعجز عن إلقاء القبض على الجناة، خاصة بحي سيدي بابا نظرا لوجوده بالقرب من واد مغطى بالأشجار يختبئ فيه هؤلاء المجرمون. وطالب السكان الجهات المسؤولة بالتدخل لاستتباب الأمن في الأحياء المذكورة معربين عن تخوفهم من تكرار مثل هذه الجرائم.