استنكرت فعاليات جمعوية ما أسمته الغزو غير المسبوق لقطعان من الإبل للمدار الحضري لمدينة أكادير، حيث أصدرت إحدى الجمعيات التي تعنى بالبيئة بيانا تحذر فيه من الخطر الذي تشكله هذه الأعداد الكبيرة من الإبل التي أصبحت تجول مجموعة من أحياء المدينة، حيث تتكون المجموعة الواحدة من أزيد من 300 رأس. واعتبرت الجمعية المذكورة هذا الاكتساح اعتداء على المجال الأخضر لمدينة أكادير، حيث يعمد رعاة هذه القطعان من الإبل إلى تتبع المناطق التي تتوفر على الكلأ حتى ولم يستثنوا حتى حدائق المدينة، كما أن هذه الظاهرة، حسب المصدر ذاته تضر بسمعة المدينة السياحية لأكادير، لأن المكان الحقيقي لرعي قطعان الإبل هو الصحراء والواحات الداخلية، وليس حقول وضيعات ساكنة سوس وغابات الأركان والتطاول السافر على الوسط الحضري والمجال الأخضر فيه. واستغربت الجمعية صمت المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة وأقسام البيئة بولاية أكادير وباقي المتدخلين فيما كان يعرف بالميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة بخصوص هذه الظاهرة التي تغزو جهة سوس دون حسيب ولا رقيب، خاصة وأن هذه القطعان عادة ما تكون مصحوبة بأمراض خطيرة «كالجربة» و«الحكة» وأمراض أخرى خطيرة على سلامة المواطنين مثل مرض جذري الإبل ومرض السعار والطاعون البقري وأبوهذلان والحمى القلاعية وبعض الأمراض البكتيرية كالجمرة الخبيثة والحمى الفحمية. كما أن وجود قطعان الإبل بالوسط الحضري لأكادير يعرض الناس للخطر ولخطر حوادث السير ويخلق ارتباكا كبيرا في حركة السير والجولان، كما أن هذه القطعان قد تصاب بنوبات سعار جنون خطيرة، وهو ما يشكل خطرا على المواطنين نظرا لعددها الكبير وصعوبة التحكم فيها. هذا واستنكرت الجمعية استغلال النفوذ من طرف مربي هذه الإبل من القاطنين بالمناطق الجنوبية في مقابل تهرب الجميع من تحمل مسؤولية الحد من هذه الظاهرة، كما طالبت الجمعية المذكورة رؤساء الجماعات المحلية بأكادير الكبير باتخاذ مقررات لمنع تحويل المناطق الخضراء إلى مراع مفتوحة.