شهدت مدينة أكادير، منذ الأسبوع الماضي، اجتياح جحافل من الإبل مشكلة قطعانا يصل عدد كل قطيع إلى ما يفوق 200 جمل وناقة، وهي تلتهم العشب بالتجزئات المعدة للسكن بتجزئة الوفاق وفونتي والحي المحمدي وحي تيليلا وحي إيليغ وغيرها. لكن ما يؤسف له، هو أن عملية الاجتياح لقطعان الإبل قابلها صمت مريب للسلطات التي بقيت إلى حد الآن عاجزة عن صدها وحماية المدينة من هذا الرعي الجائر الذي ستتكبد بسببه البلدية خسارات مادية إذا ما التهمت هذه الإبل المغروسات التي أقامتها منذ سنوات بجنبات الطرق والشوارع. ولذلك تساءل المواطنون في اندهاش كبير كيف تسمح السلطات لهذه الإبل لترعى داخل المدينة وهي تعرقل من حين لآخر حركة السير؟ ولمن تعود هذه الإبل الكثيرة التي تم طردها من إقليمي تزنيت واشتوكة ايت باها عندما هاجمت شجر الأركَان بأراضي الملاكين وذوي الحقوق في إطار الرعي الجائر؟. لكن من لاحظ هذا المشهد داخل الأحياء وعلى جنبات الطرق، يستخلص أن عملية الهجوم المتعمد لهذه الإبل تروم «بدونة» مدينة أكَادير، وتحويلها بهذا الشكل إلى ما يشبه البادية تتعايش فيها قطعان الإبل جنبا إلى جنب مع البشر ،وإلا كيف نفسر ما قام به الرعاة وهم يقتادون هذه القطعان بأوامر طبعا من أصحابها النافذين إلى الرعي داخل أحياء أكَادير. هذا وعلى خلفية هذا الرعي الجائر، حذرت جمعية ببيزاج للبيئة والثقافة بأكَادير، السلطات من بقاء هذه الإبل داخل المدار الحضري لأنها ستقضي على المجال الأخضر الذي من المفروض حمايته، لذلك اعتبرت هذا التطاول على المناطق الخضراء بالوسط الحضري سابقة خطيرة بهذه المدينة السياحية تهدد أمن وصحة المواطنين خاصة أن القطعان عادة ما تحمل معها أمراضا معدية ك» الجربة» و»الحكة» وغيرها.