ولد الحاج الحسين التولالي سنة 1924، في حي تولال بمكناس، ليصبح أحد رواد فن الملحون بالمغرب، أنشأ مدرسة خاصة لتدريس الملحون، بهدف الحفاظ عليه من الاندثار أمام التأثير الموسيقى الغربي. كرس حياته من أجل تحقيق هذه الفكرة، محاولا تجميع القصائد من شيوخ أهل الذكر، واستطاع أن يحول مساره الغني إلى مدرسة قائمة بذاتها في مجال فنون الملحون بصفة عامة، وفي الجانب الإنشادي بصفة خاصة. وقد تحققت أهداف مدرسته، بدليل إنتاج جيل جديد يضمن صيرورة هذا النوع من الغناء، إلى جانب الحفاظ كذلك على القصيدة الزجلية بتركيباتها اللغوية، التي تغرف من الدارجة المغربية بكل صورها المخيالية العميقة والضاربة في عمق تاريخ المغرب، الذي عرف تداخل اللهجات واللغات عبر اختلاف المناطق وتنوع الأصول. وخير من تعلم على يديه الفنان سعيد المفتاحي، الذي رافقه في بعض من محطات حياته الشخصية، إلى جانب عدد من المنشدات الذي يرجع له الفضل في التأثير عليهن ك: ماجدة اليحياوي، نعيمة الطاهري وثريا الحضراوي... فإذا كان الفنان الحاج التولالي قد حافظ على الملحون من الاندثار فنيا، فإن الدكتور عباس الجيراري حافظ عليه أدبيا من الضياع والتشويه، كتراث غنائي شعبي وأصيل، فعمل على جمع أغلب القصائد والتأريخ لفن الملحون المغربي في أبهى تجلياته في كتاب له بعنوان «القصيدة». من بين القصائد التي أنشدها الفنان التولالي: قصيدة «الشمعة» من نظم محمد بن علي ولد ارزين، قصيدة «الدار» من نظم سيدي عبد القادر العلمي، قصيدة «حمان» من نظم الحاج أحمد الغرابلي، قصيدة «غيثة» من نظم الحاج ادريس بن علي الحنش، قصيدة «فاطمة» و«خلخال عويشة»، وغيرها. توفي الحاج الحسين التولالي في 7 دجنبر 1998 بمكناس عن عمر يناهز 74 سنة، تاركا وراءه إرثا فنيا كبيرا، تم جمعه من طرف وزارة الثقافة في حلة أنيقة.