.. هم نجوم طبعوا الأغنية المغربية بإبداعاتهم الرائعة، وتميزوا بإسهاماتهم وبأفكارهم وعملهم الفني النير، منهم شعراء وزجالون، ومنهم ملحنون ومطربون وموسيقيون ومغنون .. هؤلاء الرواد تركوا علامات بارزة في التاريخ الفني الموسيقي المغربي منذ بداية انطلاقته في بداية الثلاتينات من القرن الماضي . لقد صنعوا المجد لوطنهم ورسخوا معالم الأغنية المغربية بصفة عامة والأغنية الأمازيغية والشعبية و العصرية بصفة خاصة ، ومزجها بعضهم بفن العيطة التي هي مكون أساسي من مكونات تراث غنائي شعبي أصيل . كما يوجد من بينهم نجوم في الموسيقي الأمازيغية التي لها مسار فني غني بتجربة متميزة. ومنهم من أسس لأغنية مغربية عصرية وارتقوا بها إلى مستوى عال .. ومنهم من حافظ على مكانة الموسيقى الأندلسية (طرب الآلة) بالمغرب التي هي متميزة بمدارسها الثلاثة الرئيسية : مدرسة عبد الكريم الرايس بفاس، مدرسة أحمد الوكيلي بالرباط، ومدرسة محمد العربي التمسماني بتطوان . ثم فن السماع والملحون والإيقاع ... هؤلاء النجوم قدموا للفن الموسيقي وللأغنية المغربية وللحن خدمات جليلة ، استطاعوا بأعمالهم الجميلة حمل مشعل التراث الفني الأصيل للأغنية واللحن والموسيقى بالمغرب، ومن ثمة إيصال هذا التراث الفني إلى الأجيال الصاعدة، وربطوا الجسور مع الأجيال المقبلة ، قبل أن يودعونا ، تاركين لنا أجمل الأعمال الخالدة. والتي من الصعب أن نجد رجالا بقيمة الرواد الأولون. الحسين التولالي 1924 - 1998 رائد الملحون2/1 من مواليد منطقة تولال سنة 1924 بضاحية مدينة مكناس ، إسمه الحسين دادوح وملقب ب»التولالي» كان يمارس الفلاحة ، حيث كان مزارعا متمكنا في زراعة الورد ، واجتذ بته الموسيقى وهو في ريعان شبابه، كان يحفظ قصائد الملحون عن طريق الإصغاء لأنه لم يكن يحسن القراءة والكتابة ، ومن بين رواد فن الملحون الذين أخذ عنهم مثل الشيخ بنعيسى الدراز والشيخ برطال والشيخ الخياطي، ومع ذلك استطاع أن يكون فصيحا في الإنشاد . في سنة 1958 انضم إلى جوق مولاي أحمد المدغري للموسيقى الأندلسية . والذي تنبأله ، وأصبح يرافقه في جوقه . برع التولالي في إنشاد قصائد الملحون مثل عبد الكريم كنون ومحمد بوستة سويط ومحمد دلال والحسين غزالي وعبد الله الرمضاني وسعيد كنون وأخرون ... ساهم في التعريف بفن الملحون إلى الأجيال الجديدة ، كما تعاون مع مجموعة «جيل جيلالة» فسجل بتعاون معها عدة أغاني وشارك معها في برنامج تلفزيوني . الحسين التولالي رائد الملحون المغربي وأحد كبار فن القول الدارج ، وأول من درس الملحون بشكل علمي بمدينة مكناس في المعهد التابع لوزارة الشؤون الثقافية أنذاك ، وتتلمذ على يديه مجموعة من خيرة العازفين على آله العود . ومن بين القصائد التي أبدع فيها قصيدة :»الحراز» و «غيثة» و «الدمليج» و»عاري عليك « و»فاطمة» و»خلخال عويشة» و»سيدي قدور العلمي» و «ناكر لحسان» وفي المجال الرياضي يقول في قصيدة مطلعها: «يالولع بالرياضة ... محلى لعب الكرة اللي صارت شهرة في الزمان ... « ثم يقول في قصيدة «الشهدة» : «... الرعد زام طبلو من بعد كناطر الصمايم والبرق سل سيفو ويخبل في خيول لمزان والريح فارس يشالي ......... «. ثم قصيدته الشهيرة «فاطمة» ، نذكر منها بعض المقتطفات : ارحمي ياراحة العقل ترحامي من جفاك طال سقامي كيف نبقى حاير وانت مسلية روفي يالغزال فاطمة أمولاتي والحب والهوى والعشق ونار الغرام من حالت أصاب عطب قامو كل واحد دار مقامو في مهجتي وضحي بحسامو مع سهامو يطعن ويزيد بالجراح عدامي في غراض هاد الدامي غير ملكت عقلي بجمالها وغلقت عنوة باب المراحمة أمولاتي ماكان هكذاظني يابنت الكرام تعذبي بغير سباب غلامك بعدما قبلت قدامك بالقهر رعيت ذمامك من غرامك ضاعت بجفاك الطويل اليامي ياغرايبي وهايمي لاعاقبتني بالظلم بعدما طعتك وانت الظالمة ........ يتبع