تابع ملايين المشاهدين عبر العالم مباراة فريقي برشلونة وريال مدريد في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، حيث نجح الفريق الملكي في حسم المباراة لصالحه بثلاثة أهداف لواحد، ملحقا هزيمة تاريخية برفاق ليونيل ميسي، وبملعبهم نيو كامب، الذي «يرفض» الفريق الكطلاني الخسارة فوق أرضيته. لم يكن الكلاسيكو مباراة في كرة القدم فقط بين فريقي البارصا والريال، ولكنها كانت أكبر من ذلك، فأعداد المتابعين لهذه المباراة عبر ربوع العالم في تزايد، كما أنها مباراة تبيض ذهبا للفريقين وللقنوات التلفزيونية، ويتنافس من أجلها المستشهرون، لإظهار علاماتهم التجارية. كانت مباراة البارصا والريال، أشبه ب»معركة» فوق أرضية الملعب، لقد نجح الفريق الملكي في أن يهز عرش البارصا، وفي أن يحسم المباراة لصالحه، وتألق رونالدو بشكل لافت، بينما اختفى ليونيل ميسي عن الأنظار، مثلما اختفى بقية رفاقه الذين لم يكونوا في يومهم، وبدوا أنهم يفتقدون للكثير من قوتهم وعنفوانهم. في كلاسيكو البارصا والريال، حلت الآلاف من الحشود قبل دقائق من انطلاقة المباراة، شجعت فريقها المفضل، وتفاعلت مع لاعبيها المفضلين، وصفقت وغضبت، ورغم خسارة «البارصا»، بملعبه، فإن جمهوره حافظ على هدوئه، ولم تتناقل وسائل الإعلام أية أخبار عن إتلاف الممتلكات العامة، أو تخريب السيارات أو الاعتداء على متفرجين وسلبهم أموالهم، بل إنهم غادروا الملعب في لمح البصر، ومن بقي من مشجعين لم يترددوا في التصفيق على لاعبي الريال. لدينا نحن، تبدو الصورة مختلفة، فالكثير من مباريات الديربي بين الرجاء والوداد، تشهد مواجهات بين أفراد الجمهور، وتخريبا للممتلكات العامة، وتبادلا للاتهامات، بل إن الفريق الخاسر لا يتردد في اتهام الحكام والجامعة و»الأشباح»، بل ويهدد بمقاضاة الحكم ونقل القضية إلى البرلمان، وكأن الخسارة في «الديربي» أصبحت قضية دولة. كلاسيكو البارصا والريال يقدم في كل مرة الكثير من الدروس، سواء فازت الريال أو البارصا أو تعادل الفريقان، والمفروض أن تستفيد فرقنا وجماهيرنا أيضا من هذه المباريات، فمثلما تتفاعل مع هذين الفريقين، وتشجع أحدهما، وكأن الأمر يتعلق بفريقين مغربيين، فإن عليها أيضا أن تنسج على منوال ما يحدث من طرف جماهير البارصا والملعب في المدرجات وخارج الملعب. كرة القدم، ليست لعبة فقط، إنها أكبر من ذلك، وهذا ما على الجميع أن يعيه، حتى تمضي الكرة المغربية في الطريق الصحيح.