«هرمنا في انتظار هذه اللحظة التاريخية» أعتذر إلى الثائر التونسي لاقتباسي منه هذه الكلمة ذات البلايين من الدلالات، فأنصار ريال مدريد الجدد هرموا في انتظار أن يسجل كريستيانو رونالدو في شباك البارصا، إلى أن قدم الكلاسيكو رقم 169 ويسجل رونالدو الهدف الأغلى، مدريد عاشت ليلة استثنائية، فأخيرا يخرج ريال مدريد من عنق الزجاجة ولم ينه المباراة منهزما، إذ منذ سابع ماي 2008 لم ينجح ريال مدريد في هزم البارصا، وهو رقم صعب، حتى إن الجميع اعتقد أن البارصا بتركيبته الحالية شفرة يصعب حلها من قبل لاعبي ريال مدريد، لذا ففرحة المدريديين مستحقة، خاصة أن الفريق أكمل المباراة بعشرة لاعبين ونجح في اقتناص تعادل ثمين، حتى بالنسبة إلي الذي أكن عشقا كبيرا لفريق ريال مدريد، أحسست بقشعريرة بمجرد أن نجح لاعبي المفضل مارسيليو في اقتناص ضربة جزاء في وقت ثمين، نعم إنها قمة السعادة أن لا ننهزم ضد البارصا، فهذا الفريق الكبير الذي يضم معجزة الكرة ميسي صعب أن تفك شفراته حتى ولو اضطررت إلى الاستنجاد بأنجع الاستخبارات العالمية، فوسط ميدان يضم غزافيي وإنييستا وهجوم من قبيل فيا وميسي، ودفاع يقوده بويول وبيكي، وحارس ممتاز كفالديس، تركيبة بشرية يصعب تخيلها حتى في الأحلام. قبل أن يطلق الحكم مونيز صافرة البداية، قررت أن لا أتابع المباراة في المقهى التي امتلأت قبل ملعب بيرنابيو بساعتين، ولا عبر القنوات الأوربية المختصة ولا العربية ذات النقل الحصري للمباراة، فقد قررت الاعتماد على جهازي الخاص دريم بوكس ومتابعة المباراة عبر قناة صينية تدعى cctv 5 لأن القنوات السالفة تعود فألها على خسارة مذلة للريال، لكن القناة الصينية كان اختيارا صائبا فالريال تعادل، وكسر عقدة اسمها البارصا لازمته منذ ماي 2008 . وهي نتيجة أجمع لاعبو الريال على أنها ليست بالسيئة في انتظار المباريات الثلاث المتبقية بين الطرفين، فشهر ابريل أزال عنه لبسة شهر الكذب ليلبس بامتياز شهر الكلاسيكو الإسباني، ففي أقل من شهر كامل سيلتقي الطرفان أربع مرات، انتهت أولاها بالتعادل في انتظار نهائي «كوبا ديل ريي» الأربعاء، ومباراتي نصف نهائي «الشامبونز ليغ». من الأرقام التي دونتها في هذا الكلاسيكو عبر تصفحي لمواقع إلكترونية عدة، هي أن ميسي هو أول لاعب في تاريخ البارصا يسجل في ثلاث لقاءات كلاسيكو متتالية على أرضية ميدان بيرنابيو. تمكن ميسي أيضًا من التسجيل لأول مرة في مسيرته على فريق يدربه جوزيه مورينيو، ونهاية سلسلة انتصارات برشلونة على ريال مدريد في لقاءات الكلاسيكو والتي دامت لخمس مباريات متتالية. - غوارديولا لم يستطع الوصول إلى رقم مدرب ريال مدريد السابق ميجيل مونيوز الذي تمكن من الانتصار في لقائي كلاسيكو الليغا ثلاثة مواسم متتالية. برشلونة لم يحصل على ضربة جزاء في سانتياغو بيرنابيو منذ 20 عامًا. - هذا خامس كلاسيكو في التاريخ يتم فيه احتساب ضربة جزاء لكل فريق، آخر مرة حصل هذا كان منذ 18 سنة (يوم 16/06/1993). لكن أهم رقم هو الذي سجله إبراهيم أفلاي الذي بات أول لاعب مغربي يلعب الكلاسيكو. أتمنى أن يواصل ريال مدريد نجاحاته ضد البارصا، ولم لا أن يكسر العقدة تماما ويهزم البارصا في ال3 مباريات المتبقية، لكن بشرط أن أتابع المباراة هذه المرة عبر قناة هندية، التي كانت الوحيدة في العالم إلى جانب التلفزيون المغربي اللذين لم يبثا المباراة، في ظل توازي الكلاسيكو مع مباراة في الكريكيت، والأربعاء ربما سيكون التلفزيون الهندي مع موعد لنقل نهائي كأس إسبانيا بين البارصا والريال. فتحية لريال مدريد الذي تعادل أخيرا ضد البارصا وتحية لأحسن فريق في العالم البارصا الذي أمتعنا بكرته الجميلة التي أنستنا مباريات البطولة الوطنية الرتيبة.