تلقى الرجاء البيضاوي هزيمة قاسية أول أمس السبت، بملعب طنجة الدولي أمام برشلونة الإسباني. ولم يقو الفريق «الأخضر» الذي كان يمني النفس بتقديم عرض كروي مقبول على مجاراة إيقاع زملاء ميسي، لينهار وتستقبل شباكه ثمانية أهداف في أكبر هزيمة في تاريخ الرجاء. ولم يتأخر البارصا في الوصول إلى مرمى الحارس ياسين الحظ، إذ بادر الشيلي أليكسيس سانشيز إلى إحراز الهدف الأول في الدقيقة العاشرة، علما أنه أحرز هدفا ثانيا في الدقيقة 40، قبل أن يتوالي الإعصار ب»هاتريك» لليونيل ميسي في الدقائق 33 و38 و45، وسجل البرازيلي داني ألفيش هدفا من ضربة جزاء في الدقيقة 58، كما أحرز كل من سيرجي غوميز وغيرسون دي سوزا هدفين في الدقيقتين 87 و88. ولم تمتلئ جنبات ملعب طنجة بالجمهور، مثلما كان متوقعا وتابع المباراة حوالي 25 ألف متفرج فقط، وهو أقل عدد من الجمهور يتابع مباراة للبارصا في السنوات الأخيرة. وانقسم الجمهور الذي تابع المباراة بين مشجع للرجاء، ومساند للبارصا، ولوحظ أن عددا كبيرا من أفراد الجمهور وخصوصا المنتمون إلى الشمال قد جاؤوا إلى الملعب وهم يحملون شعارات وقمصان للبارصا، بل إنه بدا في بعض الأحيان كما لو أن الرجاء يلعب بإسبانيا وليس بالمغرب، إذ اختلط الصفير بالتشجيع مع دخول الرجاء إلى أرضية الملعب، في الوقت الذي تعالت فيه حناجر المشجعين مع دخول البارصا ونجمه ميسي إلى الملعب. وطاف مجموعة من الأطفال بلافتة لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم، أعلن من خلالها الأخير ترحيبه بالرجاء متمنيا له التوفيق في المباراة. وجاءت هذه اللافتة من أجل امتصاص الغضب الذي كان سائدا قبل المباراة، خصوصا مع دعوة أفراد من جمهور اتحاد طنجة خلال وقفة احتجاجية مدعومين بعمدة المدينة فؤاد العماري إلى مقاطعة المباراة، بسبب رغبتهم في أن يكون منافس الرجاء من منطقة الشمال. وإذا كان ميسي نجم المباراة بلا منازع، واللاعب الذي سلطت عليه الأضواء، وحظي بالتشجيع من طرف الجمهور الحاضر، وتجاوب معه، فإن الحارس بينتو حظي بدوره بالتصفيق من طرف الجمهور الذي ظل يردد اسمه بينما كان هو يرد عليهم برفع يديه. وشكل الاستثناء بين لاعبي البارصا البرازيلي دانييل ألفيش، الذي ما أن أحرز هدفا في مرمى الرجاء من ضربة جزاء، حتى توجه لجمهور الرجاء بحركة لا رياضية ظل يشير من خلالها إلى أن الرجاء فريق صغير، ولا يمكنه مجاراة إيقاع البارصا. وصنع ميسي فرحة شاب مغربي معاق، جاء إلى الملعب من مدينة فاس، إذ أهداه قميصه الذي يحمل رقم 10 كما وعده بحضور مباراة الكلاسيكو بين البارصا والريال. وكان الشاب تقدم للسلام على ميسي قبل انطلاقة المباراة، بيد أنه ما أن التحق ميسي بكرسي الاحتياط، إثر تغييره حتى انسل بكرسيه الكهربائي متجاوزا الرقابة الأمنية ليجد نفسه رأسا لرأس أمام ميسي الذي أهداه قميصه، علما أنه لم يتمكن من التوقيع عليه بسبب عدم توفره على قلم. ولم يغادر الشاب كرسي الاحتياط إلا بصعوبة عقب تدخل من مسؤولي الأمن. وعبر الشاب المنتمي لمدينة فاس عن فرحة هيستيرية بقميص ميسي، وسط تفاعل من طرف الجمهور الذي أبدى تعاطفه معه. وقال الشاب للصحفيين والكلمات تخرج من فمه بصعوبة، إنه لا يصدق أنه التقى ميسي وصافحه وحصل على قميصه الشخصي. من ناحية ثانية لوحظ أن ابنة محمد أوزين وزير الشباب والرياضة هي التي حظيت بمرافقة ميسي إلى أرضية الملعب، بعدما كان مقررا أن ترافقه في البداية ابنة خالد شاكنة ممثل الشركة السويسرية المنظمة للمباراة في المغرب. وخاض الرجاء المباراة بنفس التشكيلة التي واجهت أتلتيكو بيلباو الإسباني(3-1)، باستثناء غياب المهاجم ياسين الصالحي الذي عوضه مجيد الدين الجيلاني. وحاول الرجاء الوصول إلى مرمى الحارس بينتو، وكان قريبا من ذلك في الدقيقة 24 بواسطة لاعبه شمس الدين الشطيبي لكن تسديدته أبعدها الحارس بينتو إلى الركنية، كما أفلت محسن ياجور هدفا هو الآخر في الدقيقة 70. وخيم الذهول على لاعبي الرجاء وطاقمهم التقني، عقب نهاية المباراة، خصوصا مع الحصة الكبيرة التي انتهت بها. واستسلم فريق الرجاء للصمت، بينما لم يحضر مدربه فاخر ولا أي من لاعبيه في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة. وظل الصحفيون ينتظرون لأزيد من نصف ساعة قدوم المدرب فاخر إلى القاعة التي احتضنت الندوة الصحفية، قبل أن يخبرهم المنظمون أن فاخر لن يحضر. وطال الغياب أيضا مدرب البارصا فرانسيسكو تيتو فيلانوفا، في الوقت الذي أوفد فيه الفريق الإسباني لاعبيه ابراهيم أفلاي ودوس سانطوس لويس غوستافو للإجابة عن تساؤلات الصحفيين. وتابع الأمير مولاي الحسن المباراة رفقة مجموعة من رفاقه في المدرسة المولوية، وظل يتفاعل مع لقطات المباراة وأهدافها، ويشجع الفريقين. وحل الأمير بالملعب بعد حوالي عشر دقائق على انطلاقة المباراة، ثم غادره قبل خمس دقائق من نهاية المباراة.
طنجة: جمال اسطيفي وحسن البصري تصوير: مصطفى الشرقاوي