أكد الدكتور محمد اليوسوفي، (أخصائي أمراض الأطفال)، على أن الالتهابات تصيب بها الأذن، هي من أصعب الأمراض التي يمكن أن تصيب هذه الأخيرة، وخاصة عند الرضيع الذي تلتهب أذنيه مباشرة بعد إصابته بالزكام وسيلان الأنف وكذا الجيوب الأنفية. عن أسباب وعلامات المرض وأيضا لمعرفة العلاج، يفيد الدكتور اليوسوفي الأمهات بإجابته على أسئلتنا من خلال الحوار التالي: - ما هي العلامات الموحية للأمهات بإصابة أطفالهم بالتهابات في الأذن؟ الألم هو العلامة الأولى، فإذا قال الطفل لأمه: «ماما، أذني تؤلمني»، أَو إذا لم يكن ينطق بعد، ويحك أذنه، أو يشعر بالانزعاج منها، فلا شك بأن ما يعاني منه هو التهاب الأذن، ويمكنها التأكد أكثر، إذا شعر الطفل بذلك بعد إصابته بالزكام أو الجيوب الأنفية، كما قد يكون المرض مصاحبا بحرارة مرتفعة. ويمكن للأمهات ملاحظة أعراض أخرى، كفقدان الطفل شهية الأكل، صعوبة النوم الذي يتضاعف خلاله الألم، الإسهال أو القيء، وحتى خروج سائل أصفر اللون من الأذن، ويدل هذا الأخير على وجود ثقب في طبلة الأذن، وأخيرا خروج رائحة كريهة من الأذن. - ما هي الأسباب المباشرة لالتهابات الأذن عند الأطفال؟ يمكنني القول بأن التهاب الأذن الفيروسي عند الطفل ناتج عن تسرب سائل من الأنف إلى طبلة الأذن، ونتيجة لغياب التهوية في الأذن الوسطى، يتلوث هذا السائل الذي يدخل هذه المنطقة، ليخرج بسرعة من خلال القناة السمعية، التي توصل الأذن الوسطى إلى خلف الأنف والحنجرة، لكن إذا كانت القناة السمعية مسدودة بسبب الزكام، والجيوب، وحتى الحساسية، ينحصر السائل في الأذن الوسطى. علما بأن الجراثيم، تتكاثر في الأماكن المظلمة، والدافئة، والرطبة، لذا تعتبر الأذن الوسطى المليئة بالسائل، مكانا مناسبا لتكاثر البكتيريا، مما يتسبب في تطور الالتهابات، وخاصة وراء طبلة الأذن. وكنتيجة لهذا، يبدأ الطفل بالشعور بالألم والحمى، التي قد تتطور بينما يحاول جسم الطفل مقاومة الالتهاب. إن التعبير الطبي عن هذه الحالة هو التهاب الأذن الوسطى، مع تراكم السائل، والألم، واحمرار طبلة الأذن، وأحيانا الحمى، والتهاب الأذن الحاد. ويعتبر الأطفال، سواء الرضع أو غيرهم، هم المعرضون، على وجه الخصوص، للإصابة بالتهاب الأذن، لأن قنواتهم السمعية قصيرة وأفقية، ومع تقدمهم في العمر، يتضاعف طول الأنابيب ثلاث مرات، وتصبح أكثر عمودية، لذا يمكن للسائل أن يصرف بسهولة أكثر، وأيضا لا يمكننا أن نغفل بأن الطفل الرضيع الذي لا يعتمد في غذائه على حليب الأم، يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الأذن. - كيف تشخصون التهابات الأذن عند الأطفال؟ من الضروري على كل أم عند ملاحظتها الإشارة الأولى لإصابة أذن طفلها بالتهابات، استشارة الطبيب ليقوم بفحص الأذن بآلة تسمى otoscope والتأكد مما إذا كانت طبلة الأذن حمراء، منتفخة، ووجود سائل، وخاصة في الأذن الوسطى. - ما مدى انتشار التهابات الأذن عند صغار السن؟ تعتبر إصابات الأذن، عموما، المرض الثاني الأكثر تشخيصا بين الأطفال (بعد الزكام العادي)، حيث يصاب من ثلاثة إلى أربعة أطفال بالتهابات الأذن بعد بلوغهم العام الثالث من عمرهم. - ما مدى خطورة الوصفات المنزلية لتسكين آلام الأذن؟ اعتادت الكثير من الأمهات اللجوء إلى مجموعة من الوصفات المنزلية من قبيل، الملح، الفلفل الحار وزيت الزيتون وغيرها، بغية تسكين الآلام المصاحبة لالتهابات الأذن، وخاصة ليلا، مما يشكل خطرا كبيرا على الأذن التي إن وجد ثقب في طبلها، فإن قطرات الوصفة قد تتسرب إلى الداخل، وهذا أمر فيه الكثير من المخاطر، خاصة أننا كأطباء نتفادى استعمال قطرات الدواء في الأذن قبل تشخيصها والتأكد من عدم وجود أي ثقب فيها. - وكيف يعالج الطبيب التهابات الأذن عند الطفل؟ يعتمد العلاج على تشخيص الطبيب لحالة الطفل، اعتمادا على الأعراض التي يشكو منها وأيضا سنه، ليقرر الطبيب المعالج بعد ذلك، العلاج المناسب للطفل المريض. - هل التهابات الأذن خطيرة؟ بالطبع، يمكن أن تكون كذلك، أي عدوى حادة أَو غير معالجة، يمكنها أن تسبب تفجرا في طبلة الأذن، وفي أغلب الأحيان لا تَحدث التمزقات ويكون الشفاء عموماً بسرعة، لكن من المهم زيارة طبيب الأطفال لمتابعة الحالة والتأكد من شفاء العدوى. - ما هي الاحتياطات الواجب على الأم اتخاذها لتجنيب طفلها الإصابة بالتهابات الأذن؟ إصابات الأذن ليست معدية، لكن الإصابات في الجهاز التنفسي التي تسبقها في أغلب الأحيان وترافقها، تكون معدية، نظرا لانتشار الجراثيم، وخاصة بعد إهمال غسل يدي الطفل والأم بعد استعمال المرحاض، أو تغيير الحفاظات.
نصائح
التزمي بجدول اللقاحات. أبعدي الطفل عن مصادر الدخان، والمدخنين، حيث يساهم الدخان في رفع نسبة الإصابة بالتهابات الأذن. تعليم الطفل الطريقة السليمة لتنظيف الأذن بواسطة المحاليل الطبية المناسبة كمحلول مياه البحر وغيره.