يعد التهاب اللوزتين والجيوب الأنفية من الأمراض التي تصيب الطفل ابتداء من سن الرابعة، وقد يتسبب إهمال علاجهما في مخاطر للطفل. حكيمة انجيمة، الأخصائية في طب الأطفال، تسلط الضوء في هذا الحوار على أعراض التهاب اللوزتين والجيوب الأنفية وتسدي مجموعة من النصائح للأمهات والآباء. -ما هو التعريف الطبي للوزتين؟ وما هي الأسباب التي تقف وراء الالتهاب؟ اللوزتان عقدتان لمفاويتان تقعان في أعلى الحلق، في القسم الخلفي من الفم، ويمكن رؤيتها عند فتح الفم، وهما تساعدان في الحالة الطبيعية على تصفية الجراثيم ومنع دخولها الجسم وإحداثها للمرض، وعليه فقد تتعرض اللوزتان للالتهاب بشكل متكرر عند الأطفال. وقد ينجم التهاب اللوزتين عن تعفن ميكروبي أو فيروسي يسمى «العقديات»، وقد تؤدي هذه الجرثومة إلى مشاكل خطيرة أحيانا إذا لم يتم علاجها أو تم علاجها بطريقة غير كاملة. -ما هي أعراض التهاب اللوزتين عند الأطفال؟ وكيف يتم علاجهما؟ يصاب الأطفال، غالبا في عمر ثلاث سنوات، بالتهاب اللوزتين، وتتمثل أعراضه في ألم في البلعوم أثناء البلع وارتفاع في درجة الحرارة وتضخم في العقد اللمفاوية، في الرقبة أو تلك الموجودة تحت الفك. ويعالج التهاب اللوزات بالمضادات الحيوية، وتستمر فترة العلاج لمدة عشرة أيام، وفي حالة الإخفاق في علاج التهاب اللوزتين قد يسبب ذلك آلام المفاصل والحمى الرثوية (الحمى الروماتيزمية) وأمراض القلب. -متى يجب استئصال اللوزتين؟ بشكل عام، لا ينصح باستئصال اللوزتين لأنها جزء هام من جهاز الدفاع عن الجسم، لكن عند الالتهاب المتكرر لهما تعيقان عملية البلع والتنفس لدى الطفل أثناء النوم، وبعد فحص سريري من طرف طبيب مختص في الأنف والأذن والحنجرة، يتقرر ما إذا كان إلزاميا إزالتهما. -بالنسبة إلى الجيوب الأنفية ما الذي يسبب التهابها؟ التهاب الجيوب الأنفية هو التهاب الغشاء المحيط بالجيوب، وغالبا ما يحدث الالتهاب بعد الإصابة بعد زكام شديد. ونادرا ما يعاني الصغار من هذه الحالة، لأن نمو الجيوب لا يكتمل حتى عمر الأربع أو الخمس سنوات. -ما الذي يسبب إلتهاب الجيوب؟ ومتى يجب زيارة الطبيب؟ يحدث التهاب الجيوب الأنفية نتيجة التهاب الأنف الناجم عن الزكام أو الأنفلونزا، وقد تنسد هذه الجيوب وتمتلئ بالسوائل، مسببة ألما في الوجه. وعلى المريض عيادة الطبيب إذا استمرت حالة الألم أو لم تتحسن الأعراض خلال 3 إلى 7 أيام، وإذا تكررت الأعراض بشكل مفاجئ (ثلاث مرات في السنة) مع ألم شديد وحمى تبدو وكأنها غير قابلة للشفاء، وفي هذه الحالة نطلق عليها اسم التهاب الجيوب الأنفية المزمنة. -كيف يتم التشخيص الطبي للحالة؟ يقوم الطبيب، عبر الفحص السريري، بالضغط على الوجنتين والجبهة للتأكد من عدم وجود أي آلام فيهما، كما يقوم بفحص الفم والممرات الأنفية. وقد يقوم بتسليط ضوء عبر الجلد للتأكد ما إذا كانت الجيوب شفافة ورائقة. كما نقوم بفحص للجيوب عبر الأشعة السينية (أشعة مقطعية) إذا اشتبه في وجود التهاب جيوب مزمن. -كيف يتم علاج اللوزتين ومتى يتم اللجوء إلى الجراحة؟ إذا كان الالتهاب لا يحتوي على أي عدوى بكتيرية قد يصف لك الطبيب الأقراص المزيلة للاحتقان وبخاخات الأنف لتقليص الأغشية المخاطية المتضخمة والسماح بصرف المخاط، وفي بعض الحالات، يتم غسل الجيوب وصرف السائل منها عند طبيب أنف أذن وحنجرة. وقد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لتحسين جريان المادة المخاطية في الأنف، وتهدف الجراحة إلى توسعة فتحات الجيب الأنفي التي اعتراها الضيق.
نصائح مهمة لا يستدعي كل تضخم في اللوزتين إزالتهما، بل لا بد أن تتوفر الشروط التالية: التهاب حاد في اللوزتين، مترافق بأعراض وعلامات مزعجة للطفل، كصعوبة التنفس والاختناق، وخاصة أثناء النوم، وتأخر النمو... إلخ. ومن العلاجات المهمة لرفع اللوزتين حصول خراج فيهما أو حولهما. وأخيرا من العلاجات المطلقة لرفع اللوزتين حصول ورم حيث نرسلهما إلى التحليل النسيجي، تحسبا لأي مرض خبيث.