في تطور لافت لدعوة ما يقارب 16 ألف طالب لمقاطعة امتحانات الدورة الخريفية في كلية الآداب «ظهر المهراز» في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، ردّت إدارة الكلية على قرار الإضراب بقرار وُصف بالغريب من قِبل المُتّتبعين للشأن التعليمي في المدينة. فقد قررت إدارة الكلية، في بلاغ مقتضَب، إلغاء الدورة الخريفية، وقالت إنها ستعلن في وقت لاحق انطلاق الدروس برسم الفصل الربيعي للموسم الدراسي 2013، ما يعني أنّ الدورة الخريفية أصبحت «دورة بيضاء» بالنسبة إلى طلبة كلية الآداب. ولم تقدّم الإدارة أي مبررات للقرار المفاجئ، واكتفت بالإشارة إلى أنّ مجلس الكلية صوّت بالإجماع على القرار، بعدما استنفدت الإدارة جميع الوسائل المتاحة للحيلولة دون مقاطعة الامتحانات. وتعيش جامعة فاس أجواء توتّر شبه مفتوحة، بسبب «عدم اكتراث» رئاسة الجامعة بالوضع في الكليات والمعاهد التابعة لها، والتي يدرُس فيها حوالي 70 ألف طالب جامعيّ.. وتركز رئاسة الجامعة في اهتماماتها على المسرح الجامعيّ وتنظيم ندوات «شبه فارغة» تصرَف فيها ميزانيات كبيرة. كما تهتمّ كثيرا بتكريم شخصيات أجنبية، يفد عدد منها من دول الخليج.. ولا تحظى هذه الانشغالات بأيّ اهتمام إعلامي، كما أنها لا تقدم أي خدمات للطلبة، الذين يقولون إنهم يفتقرون إلى المراحيض في كلية الآداب «ظهر المهراز» (تحتضن ما يقارب 16 ألف طالب) كما أنهم يفتقرون إلى الحد الأدنى من الأدوية في «برّاكة» توصف ب«المستوصف» في المركب الجامعي «ظهر المهراز». وقررت إدارة رئاسة جامعة فاس اعتماد نظام معلوميّاتي يتحكم في التسجيل وإعادة التسجيل في كلياتها، ما يحرم العشرات من الطلبة من التسجيل. كما منعت تسجيل طلبة حاصلين على شواهد البكالوريا للسنة المنصرمة، ولم يتمكن طلاب حصلوا على بكالوريا جديدة من التسجيل بسبب النظام نفسه. وتعيش كليات في الجامعة تدهور بنياتها التحتية. ولا تبالي إدارة الجامعة بأوضاع هذه الكليات، كما أنها «ترفض» تخصيص ميزانيات لإدارة الكليات للتدخل في معالجة مشاكلها الخاصة بشكل استعجاليّ. وكان فصيل الطلبة القاعديين قد قرّر الدعوة إلى مقاطعة الامتحانات في ظل غياب أي حوار جدّيّ مع المسؤولين يمكّن من الاستجابة لمطالب يعتبرونها مُلحّة. وتقررت مقاطعة الامتحانات الخريفية، أيضا، في كلية الآداب سايس، على خلفية اقتحام الحي الجامعي ووفاة طالب يتابع دراسته فيها. ويهدد الطلبة بنقل مقاطعة الدراسة إلى الكليات الأخرى، ما يهدّد بإقرار «سنة بيضاء» في الجامعة، التي تعيش، في الآونة الأخيرة، على وقع «فراغ مهول» في رئاستها، زاد من حدته إعلان وزير التعليم العالي فتح الترشحات لشغل منصب رئيس الجامعة.