استمعت المحكمة العسكرية بالرباط إلى متهم ضمن أحداث اكديم ازيك، متابع بقتل عنصر من القوات العمومية والتبول على جثته، بعد أن أكد أحد الشهود أنه عاين المتهم وهو يجهز على دركي كان مصابا ومرميا على الأرض. وطلب رئيس الهيئة، خلال جلسة أول أمس، من المتهم خلع «الدراعية»، قبل أن يقوم بمعاينة وجهه من زوايا مختلفة، علما أن واقعة التنكيل بالجثة تم توثيقها من خلال شريط فيديو كشف همجية الجرائم التي ارتكبت في حق القوات العمومية. ونفى المتهم، الذي قدم نفسه على أنه مناضل وناشط حقوقي، جميع التهم المنسوبة إليه، بما فيها تعمد صدم عدد من عناصر القوات العمومية بسيارة رباعية الدفع، وطالب بإخضاع الشريط والصور لخبرة علمية للتأكد بأنه ليس الشخص الذي ظهر فيه، قبل أن يجعل من نفسه ضحية، بعد أن أكد تعرضه للاغتصاب من قبل المحققين، حيث تقدم دفاعه بطلب إجراء خبرة طبية. وكشف نفس المتهم أن له سوابق قضائية، وأنه كان ناشطا ضمن مجموعة من الانفصاليين من أجل الترويج لأطروحة البوليساريو بإسبانيا، قبل أن يعود إلى مدينة العيون، واعتبر أن المحاكمة هي انتقام من مناضلين بواسطة محاضر مطبوخة. كما استمعت المحكمة إلى متهم آخر تعمد الحديث بالإسبانية، قبل أن يتدخل رئيس الهيئة الذي تعامل بهدوء وحكمة مع إصرار عدد من المتابعين على تسييس القضية، رغم محاولة أحد المحامين التابعين لجمعية حقوقية استفزازه في أكثر من مناسبة. وتميزت الجلسة بالاستماع لأقوال موظف بوزارة الإسكان ضمن المتهمين، والذي كان يتقاضى راتبه الشهري من الوزارة، قبل أن يطعن أمام المحكمة في شرعية مؤسسات الدولة الموجودة في الأقاليم الجنوبية. ونفى معظم المتهمين الذين تم الاستماع إليهم من قبل المحكمة العسكرية التهم الموجهة إليهم، وأصروا على أن «المحاضر مطبوخة»، فيما نفى أحدهم، جملة وتفصيلا، أقواله الواردة في المحضر الذي يحمل توقيعه، وقال إنه اعتقل بمنزل احد أصدقائه ولم يسبق له أن زار المخيم، علما أنه صرح خلال التحقيق معه بأنه كان قائدا ميدانيا خلال الأحداث التي عرفها مخيم اكديم ازيك.