نظمت مجموعة من سكان حي الوازيس وقفة احتجاجية بمساندة من العديد من الجمعيات المحلية، خلال الأسبوع الماضي، احتجاجا على ما وصفوه ب«الرخصة غير القانونية» التي تم منحها لأحد الأشخاص، والتي بناء عليها بدأ في أشغال بناء مصحة خاصة بالأمراض التنفسية تتوسط حيا سكنيا، وهو ما نتج عنه استياء عارم في صفوف السكان الذين طالبوا بوقف أشغال البناء، بالنظر إلى أن الحي آهل بالسكان وليس من الطبيعي أن تتوسطه مصحة للأمراض التنفسية بسبب ما قد يترتب عنها من مشاكل صحية للسكان، خاصة بالنسبة إلى الأطفال. وأكد بعض السكان المتضررين أنهم أجروا العديد من الاتصالات مع بعض المسؤولين المخول لهم الترخيص لهذا المشروع غير أنهم لم يتوصلوا بأي مبررات مقنعة تسمح ببناء مثل هذه المصحات داخل التجمعات السكنية. وأضافوا أن بعض هذه الجهات أبدت تنصلها من المسؤولية مما دفع السكان إلى اللجوء إلى القضاء الإداري، غير أنهم فوجئوا بأن الدعوى التي تم تقديمها بشكل جماعي باطلة من الناحية الشكلية. وطالب السكان المتضررون الجهات العليا المسؤولة بالتدخل من أجل وقف أشغال البناء وعدم السماح لهذه المصحة ببدء خدماتها اعتبارا للأضرار التي ستنجم عنها «لا محالة»، يقول أحد المتضررين، والتي سيكون لها تأثير مباشر على الصحة العمومية لسكان المنطقة، وهو ما يجب على الجهات المسؤولة مراعاته حفظا للصحة العمومية وراحة السكان، حيث إن مثل هذه المستشفيات تكون خارج المدارات السكنية، ويتم وضعها في الغالب بالقرب من المساحات الخضراء وليس وسط المنازل السكنية. وأضاف السكان المتضررون، في شكاية لهم توصلت «المساء» بنسخة منها، أنه أمام هذه الوضعية و«غياب الاهتمام» بشكاية المتضررين فقد تم تنظيم الوقفة الاحتجاجية المذكورة، والتي يمكن أن تعقبها وقفات احتجاجية أخرى إلى أن تتم الاستجابة لمطالب السكان الذين «يستحيل عليهم التعايش مع وجود مصحة بجانبهم»، يقول أحد المتضررين. ويذكر أن لجنة مختصة تمثل عمدة ووالي المدينة قد قامت بزيارة إلى الحي المذكور لتحديد ملابسات المشكل وأخذ تصريحات المتضررين، والذين عبروا عن رفضهم القاطع تشييد المصحة بالقرب من منازلهم تفاديا لما يمكن أن يترتب عنها من أخطار على صحتهم وسلامتهم الجسدية. وأكدت المصادر نفسها أن السكان أكدوا للجنة أن الأرض التي شيدت فوقها المصحة هي في الأصل هبة ممنوحة من أجل السكن العسكري وأن التجزئة لا تعرف مثل هذا العمران، وعبروا عن تخوفهم من التخصص الطبي لهذه المصحة، كما استغربوا عدم البحث والتقصي قبل منحها الترخيص.