احتشدت مجموعة من سكان حي ضيف البكاي بوجدة، الأسبوع الماضي، أمام مقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة انجاد، في وقفة احتجاجية رافعين الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس، رددوا خلالها شعارات استنكارية ضد ما وصفوه ب«التسويف» و«تجاهل مجلس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة للسكان البسطاء»، من قبيل «هذا عار هذا عار.. والحكرة وصلت للدار» و«يا والي يا مسؤول هاذ الشي ماشي معقول» و«المواطن ها هو والمجلس فينا هو؟». كما نددوا بالاختلالات التي طبعت تسليم بعض الرخص إلى بعض المحظوظين، في الوقت الذي حرمت فيه أغلبية السكان منها، بل تعرض بعض السكان المقهورين إلى اعتداءات جسدية، مثل سيدة متزوجة وأم لأطفال اقتنت بقعة في الحي وأدت ثمنها، والتي هوجمت من طرف أزيد من 10 أشخاص مسلحين بالعصي لإرغامها على التخلي عن بقعتها، كما جاء في شكايتها إلى وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف بوجدة. وسبق لأصحاب البقع الأرضية بحي الضيف البكاي/دوار لغلاليس بجماعة واد الناشف/ سيدي معافة بوجدة، أن وجهوا إلى والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انجاد، عريضة موقعة من طرف 95 متضررا مؤرخة في 9 يناير الجاري جاء فيها أنه منذ عقود من الزمن وهم يمتلكون بقعا أرضية معدة للبناء بالحي الذي تمت هيكلته وتم ربطه بشبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي والكهرباء، مع العلم أن الحي يتضمن منازل آهلة بالسكان ووافقت المصالح البلدية، بعد أن تقدموا بتصاميم لبقعهم، على منحهم رخص البناء، «لكن وقف في طريقنا وعرقل مسيرتنا شيء يسمى «تعرض» من شخص ليست له علاقة بالقطعة الأرضية، وبالتالي رفضت الجهات المسؤولة تسليمنا رخص البناء» تقول العريضة. ومازال حي الضيف البكاي بمدينة وجدة، الذي أدرجته مؤسسة محمد الخامس للتضامن ضمن 22 حيا مداريا بمدينة وجدة لتستفيد من التجهيزات وإعادة الهيكلة في إطار القضاء على البناء العشوائي ومحاربة الهشاشة، يعيش على هامش مدينة وجدة الألفية ويتميز بوضعية غريبة واستثنائية، إذ في الوقت الذي يطالب هؤلاء السكان بمنحهم رخص البناء لمباشرة بناء منازلهم أو إتمامها بعد أن شرعوا في الأشغال وتمّ توقيفها، ترفض المصالح البلدية منح تراخيص البناء للعديد من سكانه الذين اقتنوا بقعا أرضية متواضعة، والذين يقسمون بأغلظ الأيمان أنهم «سيلجؤون إلى البناء العشوائي في حال استمرار المصالح البلدية بواد الناشف/سيدي معافة» في تعنتها وعدم الترخيص لهم بالبناء القانوني رغم أنهم استجابوا لجميع ما طلب منهم، محملين المسؤولين نتائج ما قد يترتب عن ذلك. ويقع الحي المذكور بتراب جماعة سيدي يحيى بمدينة وجدة على مساحة 11 هكتارا ويضم أكثر من 400 عائلة، لا تتوفر على أبسط الحاجيات الضرورية من مرافق صحية، عدا شبكتي الماء والكهرباء، فيما تغيب شبكة قنوات الصرف الصحي عن العديد من السكان، كما يفتقر الحي إلى الطرقات والأزقة المعبدة والنظافة والإنارة ومدرسة ومستوصف.