من الشخصيات التي طبعت الذاكرة المغربية بإبداعاتها المتنوعة، فنان شعبي، مغني وممثل فكاهي من مواليد 1928 بالدارالبيضاء، له إسهامات عديدة في المجال الموسيقي وخاصة في فن العيطة، من خلال الحفلات التي كان يقدمها مع فرقته بسينما «فردان» والساحة البلدية، محافظا على هذا النمط الغنائي، الذي يعتبر تراثا أساسيا لا يتجزأ عن التراث الثقافي المغربي برمته، لما كان يحتوي عليه من أمثال وحكم وحكايات تعتبر جزءا من تجارب الذاكرة المغربية بمختلف أنماطها، من أشهر الأغاني التي كان يرددها : «خربوشة»، «ركوب الخيل»، الحداويات»، «لي بغا حبيبو»، «الكافرة غدرتيني» و«ماشفتو غزالي»، وغيرها من العيوط. إلى جانب كون الفنان بوشعيب البيضاوي مطربا، كان كذلك ممثلا، اختار أدوارا نسائية، لعدم مساهمة المرأة المغربية في مجال المسرح في تلك الفترة، لاعتبارات اجتماعية تقليدية، تدخل في إطار العقلية السائدة ضد مزاولة أو امتهان المرأة لهذا الصنف التعبيري، ولهذا تحمل الفنان بوشعيب البيضاوي، مسؤولية تأدية هذه الأدوار الكوميدية والفكاهية إلى جانب زملائه الممثلين أمثال : الحبيب واحمد القدميري، والبشير لعلج، والمفضل لحريزي، والباعزيزي وغيرهم. وقد أثرى هذا الفنان بإنتاجاته المتعددة، المشهد المسرحي و الإعلام البصري والسمعي المغربي في تلك الفترة إلى أن توفي يوم 25 ماي سنة 1965. له أغنية شعبية شهيرة كانت تتردد في كل المناسبات، وتحمل في طياتها معاني المقاومة التي كانت تؤرخ لكل حي من أحياء الدارالبيضاء، هذا مطلعها : ولادالمدينة القديمة صحاب الدقة المتينة وبالبياعا تعملت روينا، في الخاينين تشفينا ولاد داريو عبد الله وماريو قطعو الطوبيس والكاو وعلى البياعا تيداورو ولاد كارتيي كوبا حتا هوما قامو بالنوبة مع الخميرة والغاز يقليو الجميرة أولاد شارع بوطويل ما يتباعو باللويز يضاربو على العزيز حتى وصلو لباريز التاريخ يحكي ويجيب ماطرا في المغرب على الملك الحبيب... أولاد الطليان نقاونا من العديان مقدم ما تيبان».