لم تكن السيدة نجاة الحمدوشي، التي تقطن بدوار «الطجين» بمدينة الجديدة ، تظن أنها في يوم من الأيام ستجد نفسها قد فقدت رحمها وفقدت قدرتها على التحكم في برازها وقضاء حاجتها الطبيعية ، ولم تتصور في يوم من الأيام أنها ستصبح كارهة لنفسها ولرائحتها، نجاة أم في عقدها الرابع أنجبت من قبل أولادا وبناتا هم اليوم منهم من يتابع دراساته الجامعية ، ظروف زوجها المياوم البسيطة أجبرتها على أن تقصد قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس ،»المساء» زارت نجاة أول أمس بقسم الولادة وخصت الجريدة بتصريح قالت فيه إنها حضرت إلى هذا القسم قبل شهرين من الآن في إطار مراقبة عادية لحملها، بعدما أحست بنزيف دموي، تلقت على إثره علاجات تطلبت مكوثها بقسم الولادة قرابة 20 يوما وغادرت القسم إلى بيتها بعد أن أخبروها بأن حالتها تحسنت، لتعاود زيارته بعد أيام لنفس السبب وتقضي بالقسم نفس المدة تقريبا، قالت إن المدة قضتها في الانتظار والوعود بأن الطبيب سيأتي لزيارتها ولعلاجها، قبل أن يتذكرها طبيب معروف بالقسم، وأخبروها بأن حالتها تتطلب إجراء عملية جراحية قيصرية مستعجلة، أجراها أحد أطباء القسم، المولود كان أنثى، لكن المعاناة الحقيقية لنجاة ستبدأ مباشرة بعد أن تم إخبارها بأن أطباء القسم استأصلوا رحمها لأسباب تجهلها، بعدها قضت 20 يوما أخرى دون أن تتمكن من قضاء حاجتها الطبيعية بشكل عادي وانتفخ بطنها إلى درجة قالت إنها أصبحت تشعر بأنه سينفجر أمام عينيها، وأضافت بأن المسؤولين عن قسم الولادة قالوا لها بأنك أكلت «الكسكس» وتسبب لك في هذا الوضع، وهي تحلف بأغلظ أيمانها بأنها لم تأكله أبدا، مسؤولو القسم أخرجوها منه وأرسلوها إلى بيتها في تلك الحالة، بدعوى أن حالتها تستوجب إجراء صور أشعة. بعد أن قضت حوالي أربعة أيام في بيتها عانت خلالها الأمرين وازدادت حالتها سوءا، لم تجد بدا من العودة إلى القسم نفسه، تتابع نجاة روايتها وهي جد مرعوبة وخائفة من بطش طبيب معروف بنهره لنزيلات القسم، «كنخاف منو.. كنسمعو جاي كنخاف وكنتخلع كيقمعني ... « عبارات ترددها نجاة من حين لآخر في خضم تصريحها للجريدة . أجريت لنجاة عملية جراحية أخرى هذه المرة على مستوى جهازها الهضمي «بتر جزء من المعي الغليظ» بحسب تصريحها، هنا بدأت معاناة نجاة مع برازها الذي لم تعد تتحكم فيه بشكل طبيعي ولم تلق العناية اللازمة لتنظيفها، وهي في حالتها تلك طلب منها تنظيف نفسها بنفسها، رغم أنها لا تقوى على الحركة ، فكيف بها أن تقوم بتنظيف جسدها من البراز الذي قالت بأنها باتت لا تتحكم فيه . إلى هنا انهارت نجاة بالبكاء ولم تقو على متابعة حديثها ... قبل أن توجه نداء أخيرا إلى المسؤولين وإلى الجهات المعنية بأن ينظروا إلى حالها، وأن يحملوها إلى قسم جراحة النساء وللعناية بها بشكل أحسن .