كشفت مصادر مطلعة ل»المساء» أن الاجتماع الأخير للمكتب السياسيّ لحزب الأصالة والمعاصرة شهد نقاشات حادة بين أعضاء المكتب المذكور حول اللقاء الذي يحضر له عبد اللطيف وهبي، رئيس الفريق البرلماني ل»البام» بمعية أحزاب محافظة، بشراكة مع أحزاب بلدان الاتحاد الأوربي، المزمع عقده في مراكش في نهاية الأسبوع الحالي. وقالت المصادر ذاتها إن وهبي واجه عاصفة من الانتقادات بسبب تصنيفه حزبَه ضمن خانة «الأحزاب المحافظة»، ولم يستسغ غالبية أعضاء المكتب السياسي فكرة مشاركة حزب «يعتبر نفسه حداثيا» في اجتماع للأحزاب المحافظة، بل «أن يكون هو الجهة المنظمة للقاء». في السياق نفسه، شددت المصادر ذاتها على أن أعضاء المكتب السياسي شنوا هجوما عنيفا على وهبي نظرا إلى أنّ اللقاء، الذي من المنتظر أن تحتضنه مدينة مراكش تحت شعار «الأمن والديمقراطية» في نهاية الأسبوع الجاري ستشارك فيه حزبا العدالة والتنمية والاستقلال، وهو الأمر الذي أغضب قيادات حزب الأصالة والمعاصرة. وزادت مصادر الجريدة قائلة إن المشادات بين وهبي وأعضاء المكتب السياسي وصلت إلى حد أنّ بعض القيادات عبّرت عن رفضها حضور «البام» في هذا اللقاء. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل طالبت بعض قيادات الحزب وهبي بأن يقدّم تفسيرات حول جدوى حضور الحزب في لقاء مثل هذا، خاصة في ظل حضور غريمه السياسي الأول، حزب العدالة والتنمية، بينما تمسك وهبي بضرورة اللقاء بالنسبة للحزب وإشعاعه. إلى ذلك، أشارت مصادرنا إلى أن قيادات من المكتب السياسي، في مقدمتهم خديجة الرويسي وفتيحة العيادي ومحمد معزوز، سيتغيبون عن اللقاء، فيما أسرّت مصادر من داخل الفريق البرلماني أن غالبية برلمانيي الحزب لن يحضروا اللقاء، مضيفة أن فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مدينة مراكش وعضو المكتب السياسي للحزب، لن تشارك في اللقاء بسبب ما وصفته مصادرنا ب»التزامات خارج المغرب». يشار إلى أن وهبي كان قد دخل، في وقت سابق، في مشادات كلامية مع عزيز بنعزوز، رئيس قطب التنظيم في حزب الأصالة، بعدما وجّه له عزيز بنعزوز انتقادات حادة حول «عدم قدرته على تدبير شؤون الفريق»، ما فرض على مصطفى الباكوري، الأمين العام للحزب، الحضور إلى البرلمان للجم التوتّر.