الرباط محمد أحداد كشفت مصادر مطلعة ل»المساء» أن الاجتماع الأخير لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي انعقد بالمحمدية، كان فرصة لقيادات الحزب بالمكتب السياسي لتوجيه نقد حاد وغير مسبوق إلى عبد اللطيف وهبي وفريقه البرلماني على خلفية الصراعات الحادة التي تتفجر بين الفينة والأخرى بين وهبي وبرلمانييه في الاجتماعات الأسبوعية للفريق. واستنادا إلى مصادرنا، فإن قيادات الحزب آخذت على وهبي عدم قدرته على «تحرير الطاقات داخل الفريق البرلماني، وعدم قدرته كذلك على احتواء الصراعات التي تنشأ بين البرلمانيين». ولم تكتف قيادة «البام» ب«جلد» وهبي، بل أمعنت في انتقاد الفريق البرلماني للأصالة والمعاصرة المكون من 48 برلمانيا، وحثته على تجنب الصراعات الجانبية والامتثال لقرارات الحزب القاضية بتصعيد حدة المعارضة في الفترة البرلمانية الحالية. وتأتي هذه الانتقادات على خلفية الصراعات القوية التي ظهرت منذ تشكيل الفريق البرلماني، وكان آخر فصول هذا الصراع الاصطدام القوي بين الطاهر شاكر وفتيحة العيادي في أول اجتماعات الدورة الخريفية للفريق. ويعيش الفريق انقسامات حادة بين كل من وهبي، رئيس الفريق وخديجة الرويسي والطاهر شاكر وفتيحة العيادي. وكان حزب الأصالة والمعاصرة قد أصدر بيانا ناريا يهاجم فيه خصومه السياسيين، مؤكدا «أنه بعد تدارسه القضايا المتصلة برؤية الحزب لتحالفاته السياسية والمجتمعية وأشكال ومضامين المعارضة تحت قبة البرلمان وفي ميادين الحراك الاجتماعي والحقوقي والثقافي، يدعو كل القوى الديمقراطية الحقيقية إلى الإمعان جيدا في ما يجري من حولنا لاستخلاص الدروس اللازمة حتى لا نضطر غدا إلى القول «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»، وحتى لا تنطلي علينا مزاعم خصوم الديمقراطية وخطابهم الديماغوجي الهادف إلى زرع بذور التفرقة والانقسام في صفوف الديمقراطيين». وحذر الحزب مما وصفه «انخراط الحزب الأغلبي في محاولات تحويل حكومة حزب إلى دولة الحزب، وتهديد الاستقرار المؤسساتي والدستوري»، واصفا إياه بالحزب المهدد للمؤسسات الدستورية. وواصل «البام» هجومه على «البيجيدي» باتهامه «جهات تزايد على الحزب في استغلال قضية الأمازيغية كمشترك لجميع المغاربة من طرف جهات كانت تعبر فيما مضى عن موقف مناهض لترسيم الأمازيغية.