الرباط محمد أحداد فجر التدخل الأخير لعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، في البرلمان الأزمة الصامتة التي كانت قائمة بين إلياس العماري، الرجل القوي في حزب الأصالة والمعاصرة، وعبد اللطيف وهبي، رئيس الفريق البرلماني، حيث وجه العماري انتقادات حادة إلى وهبي على خلفية عدم احتجاجه على تصريحات عبد الله بوانو، النائب البرلماني المثير للجدل، التي هاجم فيها العماري بكيفية مبطنة ووصفه ب«النكرة»، معتبرا أن هذه التصريحات تمس بالحزب ورموزه وكان من الضروري التعبير عن الاحتجاج، فيما رد وهبي على العماري في اجتماع المكتب السياسي، الذي انعقد مساء أول أمس الإثنين بالرباط، بأنه «يريد ممارسة معارضة خلاقة بعيدا عن السب والقذف داخل قبة البرلمان، وبالتالي إعطاء انطباع جيد للمغاربة بدل ممارسة معارضة سوقية لا تشرف الحزب». ولم يكتف وهبي بالرد على العماري، بل انتقده بشدة بعد تصريحاته الخطيرة المهاجمة لأوريد، قائلا في هذا الصدد إن «الحزب لا يرد على الأشخاص، بل يرد على المؤسسات، ولذلك يجب أن ننأى بأنفسنا عن الدخول في مواجهات مباشرة وفتح جبهات مع أشخاص لن يجني منها الحزب أي شيء». وفيما رجحت مصادرنا أن يكون بكوري يساند موقف وهبي، رفضت خديجة الرويسي ومعها غالبية أعضاء المكتب السياسي للحزب مقاربة وهبي، وأكدت أن الحزب مستهدف وينبغي الدفاع عنه بشراسة، وليس الاكتفاء بدور المتفرج، مشيرة إلى أنها لن ترضى لحزبها بأن «يتبهدل» بالطريقة التي هاجم بها «البيجيدي» التجمع الوطني للأحرار. الرويسي التي يبدو أنها تقود حملة شرسة ضد وهبي بسبب ما أسمته «سوء تدبير الفريق»، إلى جانب كل من فتيحة العيادي ومحمد الحجوجي، لم تستبعد مصادرنا أنها تريد الإطاحة بوهبي من رئاسة الفريق. إلى ذلك، انتقد اجتماع المكتب السياسي ما أسماه عدم الانسجام بين برلمانيي الفريق، ففي الوقت الذي احتج فيه كل من المهدي بن سعيد والشرقاوي الروداني وخديجة الرويسي بشدة على تصريحات بنكيران وبوانو، التزم باقي البرلمانيين الصمت، ولوحظ أثناء أطوار الجلسة أن وهبي يطلب من أعضاء فريقه البرلماني الجلوس وعدم الرد على تلك التصريحات.