يواصل 1700 محتجّ، منذ الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، وبينهم نساء ورجال وأطفال وشيوخ، مسيرتهم الاحتجاجية مشيا على الأقدام، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، نحو العاصمة الرباط وهم مدجّجون باللافتات والشعارات المطالبة برفع ما وصفوه ب»التهميش والإقصاء» عن منطقتهم، حيث «يقبعون» وسط الجبال والثلوج التي تفرض عليهم «الحصار»، مع كل موسم شتاء وتعزلهم عن العالم الخارجيّ بسبب «غياب المسالك الطرقية»، إضافة إلى غياب كل مُقوّمات العيش الكريم، بما فيها الماء والمستوصفات الصحية والطرق والمؤسسات التعليمية وغيرها من المرافق التي لا تستقيم الكرامة الإنسانية إلا بحضورها، وفق ما قال فاعلون جمعويون من أبناء المنطقة وهم في طريقهم نحو العاصمة الرباط. ويشارك في المسيرة المذكورة سكان دواوير كل من (تيقاجوين، أومزا، تافراوت أومرابض، إيديكل، أفراول، آيت بويعقوب، تمزيزيت، آيت يحيى والقشلة)، حيث يشارك 1000 شخص من دوار «تيقاجوين» لوحده، فيما يتوزع 700 شخص المشاركين في المسيرة بين باقي الدواوير المذكورة، وهي الدواوير التي «يجمع بينها البرد وقسوة العيش والحرمان من التعليم والصحة وغيرها»، وفق أحد الفاعلين الجمعويين من المنطقة. وأكدت مصادر من التنسيقية المحلية في «تيقاجوين» وملوية العليا ل»المساء» أن القوات العمومية كانت في انتظارهم في منطقة «تابادوت»، بعدما قطعوا أزيد من 30 كيلومترا على الأقدام، حيث تم التضييق على المحتجّين من أجل منع مواصلتهم مسيرتَهم الاحتجاجية السلمية، وهو ما رفضه المحتجّون، إذ أكدت المصادر أنه يُجهل ما ستؤول إليه الأوضاع، في حين صرّح مصطفى علاوي، وهو فاعل جمعوي في المنطقة، قائلا: «إننا نحمّل مسؤولية ما قد يحدث لأيّ مشارك في المسيرة للسلطات المسؤولة، التي كان عليها، عوض أن تمنع المسيرة التي هي من أجل مطالب اجتماعية، الاهتمامُ بالمنطقة ورفع التهميش عنها»، مضيفا أن «المسيرة هي سلمية، هدفها إيصال أصوات المحتجّين وهمومهم إلى حكومة عبد الإله بنكيران على أمل أن تجد مطالبهم الآذان الصاغية وحلولا لمشاكلهم، بعدما «يئسوا من تحققها على المستوى الإقليميّ».وأضاف علاوي أن «سلاح المحتجّين هو عبارة عن مَطالب اجتماعية ولافتات وهمّهم الوحيد هو العيش بكرامة وإخراج المنطقة من الحرمان والتهميش وتمتيع سكانها بجميع الحقوق ووقف نزيف الأرواح بسبب البرد وصعوبة الولوج إلى المستشفيات، لغياب المسالك الطرقية ووسيارات الإسعاف.وأضافت مصادر من المنطقة أنّ سكان هذه المناطق يطالبون رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، كخطوة أولى لإنقاذ المنطقة، التي عانت «ويلات الإقصاء»، بإعادة النظر في التقسيم الجماعيّ.