تخوض مجموعة من سكان منطقة «تيقاجوين» وسكان منطقة ملوية العليا بإقليم ميدلت، بعد غد الاثنين، مسيرة مشيا على الأقدام نحو العاصمة الرباط احتجاجا على «الإقصاء» و«التهميش» الذي تعيشه المنطقة ويتخبط فيه السكان، بسبب غياب ما وصفوه بأبسط الضروريات التي يتمتع بها غيرهم من السكان في مناطق أخرى. وأكدت مصادر من التنسيقية المحلية ب«تيقاجوين» وملوية العليا ل«المساء» أن المسيرة السلمية في اتجاه العاصمة الرباط ستعرف مشاركة أزيد من 600 شخص من الجنسين من أبناء المنطقة من أجل إيصال أصواتهم وهمومهم إلى حكومة عبد الإله بن كيران عسى أن يجدوا حلولا لمشاكلهم وقلوبا رحيمة، حسب المصادر ذاتها، تنصت وتستجيب لمطالبهم بعدما «يئسوا من تحققها على المستوى الإقليمي»، تقول المصادر ذاتها. وستنطلق المسيرة المذكورة في الثامنة صباحا من يوم الاثنين من دوار «تيقاجوين» وستعرف مشاركة سكان دواوير (أومزا، وتفراوت أمرامض وإيديكل إضافة إلى سكان ملوية العليا وتمزيزيت التي تضم 30 دواورا)، حيث سيجتمع الجميع بقنطرة واد ملوية في انتظار وصول الجميع لتنطلق المسيرة. وأكدت مصادر «المساء» أن سكان هذه المناطق يطالبون رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، كخطوة أولى لإنقاذ المنطقة وجبر خاطر المحتجين الذين عانوا طويلا من «ويلات الإقصاء» بإعادة النظر في التقسيم الجماعي وتمكين منطقة تيقاجوين والنواحي من الاستقلالية الجماعية، حيث إنها ظلت خلال السنوات السابقة تابعة لجماعات أخرى بعيدة، وهو ما جعلها تعاني من الإقصاء على طول هذه السنوات كما أن مجموعة من الصراعات القبلية تحول دون تمكين المنطقة من التنمية الحقيقية والتي من شأنها أن تحسن عيش السكان «كماَُ وكيفا». وأكدت مصادر محلية أن المنطقة كانت تابعة لنفوذ جماعة تونفيت ل35 سنة، ومع تقسيم جماعي جديد أصبحت تابعة إلى جماعة سيدي يحيى أوسعد منذ 1992 إلى حدود 2009، ومن ثم جاء تقسيم آخر أصبحت خاضعة بموجبه للنفوذ الترابي لجماعة سيدي يحيى أويوسيف غير أن «التهميش» والمشاكل ذاتها ظلت قائمة، وهو ما يجب أن يشكل داعما لتمتيع تيقاجوين ومنطقة ملوية العليا بإقليم ميدلت، والتي تضم 30 دوارا بالاستقلالية الجماعية في إطار تقسيم جديد حتى تتمكن من الالتحاق بركب التنمية وتجاوز منطق الصراعات القبلية الذي يحكم المنطقة، تضيف المصادر ذاتها. ويطالب المحتجون بإعادة إصلاح الطريق الرابط بين تيقاجوين وتبدوت على مسافة 20 كلم، وتعبيد الطريق الرابطة بين تيقاجوين وتونفيت عبر طريق أمالو على مسافة 35 كلم، وفك العزلة عن دوار اومزا عبر تعبيد الطريق من وإلى دوار تيقاجوين على مسافة 8 كلم، وتزويد دوار اسراول ودوار اومزا ووفراوت امرابض وايديكل بالكهربة القروية. كما طالبوا بإحداث مستشفى بمركز تيقاجوين بكل الشروط الضرورية من طبيب وممرضة لتوليد النساء اللواتي يذهبن ضحية عسر الولادة نتيجة انعدام مركز لتوليد النساء وكذا سيارة الإسعاف، مما يجبر أهلهن على حملهن فوق جرار وقطع مسافات للوصول إلى أقرب مستشفى على بعد 80 كلم. كما دعوا إلى خلق ملحقة إعدادية تؤوي كل أطفال منطقة ملوية لوضع حد للانقطاع عن التمدرس بسبب بعد الإعدادية والإمكانيات الضعيفة للسكان، وتزويد سكان دوار تيقاجوين بالماء الصالح للشرب، وبناء المدارس في الدواوير التي هي في أمس الحاجة إليه كدوار اومزا الذي يدرس أطفاله في منزل من طين مهدد بالانهيار.