لم يتوقف المتعاونون الغابويون بتقاجوين آيت حنيني عن انتظار ما سيقوم به المسؤولون تجاه مطالبهم التي رفعوها خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظموها أمام مقر عمالة إقليم ميدلت، يوم الاثنين فاتح أكتوبر 2012، بمؤازرة ومساندة «جمعية إيدكل للمحافظة على البيئة والغابة»، هذه الأخيرة التي تبنت مشروع التعاونية الغابوية على خلفية مبادراتها الرامية إلى المحافظة على الثروة الغابوية من مظاهر النهب والاستنزاف، وحماية شجر الأرز من مافيا الغابات، إضافة إلى تشجيع فرص الشغل بالمنطقة. المشاركون في الوقفة الاحتجاجية جددوا، من خلال شعاراتهم الغاضبة، استنكارهم الشديد لما وصفوه ب«التدخلات السافرة والمشبوهة لرئيس جماعة سيدي يحيى ويوسف لدى عمالة الإقليم ورئيس دائرة ميدلت، في سبيل الدفع باتجاه التماطل في تسليم وثيقة ذوي حقوق انتفاع للمتعاونين الغابويين، والحيلولة دون تخصيص صفقة غابوية لتعاونية آيت حنيني كباقي التعاونيات على مستوى المنطقة»، علما بأن هذه التعاونية مرخص لها قانونا من طرف وزير الشؤون الاقتصادية والعامة، منذ عام 2009، ولم تتوقع أن تعترضها عدة مضايقات وعراقيل من طرف لوبيات المصالح الخاصة، حيث لم يفت المجلس الإداري لهذه التعاونية توجيه عدة شكايات في هذا الشأن لمختلف المسؤولين، غير أن كل هذه الشكايات والنداءات ظلت عرضة للآذان الصماء، كما قامت بعدة لقاءات مع عامل الإقليم إلا أن يد رئيس الجماعة تتمكن في كل مرة، وبأشكال غامضة، من إجهاض المساعي. المتعاونون المحتجون أمام عمالة إقليم ميدلت، رفعوا شعارا منددا برئيس دائرة ميدلت الذي فتح بابه، حسب قولهم، في وجه جمعيات أخرى لحضور لقاء موضوعه منحة مقاصة تستفيد منها جمعية إيدكل للمحافظة على البيئة والغابة في إطار مشروع حراسة 300 هكتار من المساحات المزروعة، وفق اتفاقية شراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات، علما بأن المساحة المشجرة تقع بمنطقة تكراكرا إيدكل، وطبقا للمادة 2 من قانون 2002 للمياه والغابات الذي يحدد شروط المقاصة، ورغم ذلك فإن لائحة المستفيدين التي تسلم من طرف السلطة المحلية، والتي يتم تحيينها كل سنة، على حد رأي المحتجين، تضم المستعملين للمجال الغابوي المحروس، والقاطنين بالدواوير المجاورة. ويشار إلى أن مساحة غابة ايديكل تقاجوين تقدر ب 4200 هكتار، وتنقسم إلى أربع مناطق، أومزا، أمالو نتوجوط، تكراكرا ايديكل وتفراوت نومرابض، حيث تم تشجير منطقة تكراكرا إيدكل، التي تضم 15 كسابا يقطنون ويرعون بالغابة المشجرة، قبل دخول مستشار جماعي (ج. ع ) على الخط، والذي سبق ضبطه متلبسا في جريمة نهب 32 شجرة أرز، والمتابع أمام ابتدائية خنيفرة، حسبما أكدته «جمعية ايدكل للمحافظة على البيئة والغابة بتقاجوين»، حيث يقوم بخلق وزرع البلبلة في نفوس السكان الغابويين، وكم كانت جرأته كبيرة، يضيف مصدر من الجمعية، عند مطالبته بواحدة من سيارات الجماعة لمهمة القيام ب»جولة انتخابوية» بين السكان الغابويين، ومطالبتهم بمنحه وكالة مفوضة للدفاع عن حقوقهم في الاستفادة من منحة المقاصة التي يستفيد منها 15 شخصا يقطنون بدوار تكراكرا المشجرة، علما بأن عددا من سكان مناطق اومزا وامالو نتوجوط وتفراوت نومرابض كانوا قد منعوا التشجير في مناطقهم، وقاموا بطرد المقاولين من هذه المناطق، بالقول إن هناك مناطق أخرى يستغلها لصوص خيراتهم ويبحثون عن استغلال خيرات الآخرين. «جمعية إيدكل للمحافظة على البيئة والغابة» حملت كامل المسؤولية لمسؤول دائرة ميدلت الذي اتهمته بممارسة ضغوطه على خليفة مركز تقاجوين قصد تسليم شهادة ذوي الحقوق للمستغلين الغابويين، دون تحديد مكان السكنى للسكان الغابويين، ما لن يساهم إلا في تضليل إدارة المياه والغابات وإغراقها في دوامة من التيه والحيرة، كما أعلنت هذه الجمعية، ومعها التعاونية، عن ترتيبها للدخول في اعتصام مفتوح أمام وزارة الداخلية بالرباط.