بالرغم من أن النتائج التي حققتها الفرق الوطنية في منافسات عصبة الأبطال وكأس شمال إفريقيا كانت متباينة، فإنها في الوقت نفسه بعثت الأمل في إمكانية تحقيق الفرق الأربعة للتأهل إلى الأدوار المقبلة، ففريق الرجاء البيضاوي عاد بنتيجة التعادل من تونس أمام الصفاقسي، كما أحرج المغرب الفاسي فريق الترجي التونسي وتعادل معه بميدانه بأربعة أهداف لمثلها، فيما حقق فريق الجيش الملكي تعادلا مهما أمام شبيبة القبايل الجزائري، وشكل فريق الوداد الاستثناء الوحيد بخسارته لمباراته أمام الاتحاد السوري بهدف لصفر، بمقدور الفريق تجاوزه في مباراة الإياب بالبيضاء. وإذا كانت الفرق الأربعة قد عبرت حاجز الذهاب بأقل الخسائر، فإن ذلك لايعني أن تحقيقها للتأهل قد بات في الجيب، ففريق الصفاقسي الذي تعادل معه الرجاء بتونس، كانت النتيجة أمامه ملغومة، خصوصا أنه اعتاد في كثير من المحطات على حسم نتائجه خارج ملعبه، تماما كما حدث قبل سنوات مع الجيش الملكي عندما تعادل معه بتونس وفاز عليه بالرباط، أو كما حدث له أخيرا مع النجم الساحلي في نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، إذ رغم أن كثيرين قالوا إن النجم سيفوز باللقب بعد تعادله في صفاقس سلبيا، فإن الصفاقسي تمكن من العودة بتعادل إيجابي من سوسة بهدفين لمثلهما، مكنه من وضع اللقب في خزائنه. أما فريق المغرب الفاسي الذي ستكون أمامه خيارات عديدة في مباراة الإياب، فإنه سيكون ملزما بخوض المباراة بنفس آخر، سيما أن الفريق التونسي سيستعيد عددا من لاعبيه الأساسيين، وسيرمي بجميع أوراقه في المباراة. في حين أن فريق الجيش، سيحتاج إلى صرامة أكبر، خاصة أنه سيواجه منافسا أشبه بالأسد الجريح، ففريق شبيبة القبايل الذي يعيش عدة مشاكل في البطولة الجزائرية، يبحث عن خيط أمل جديد، يمكنه من التصالح مع جمهوره الغاضب. وبالنسبة للوداد، فقد أثبت في عدد من المحطات أنه يعيش مشاكل كبيرة في خط هجومه، إذ يجد صعوبات كبيرة في التهديف، لذلك سيكون بادو الزاكي ملزما بإعادة ترتيب الأوراق في مباراة الإياب ومعالجة مكامن الخلل في الفريق، خصوصا أن الوداد في مبارياته الست الأخيرة لم يحرز إلا هدفا وحيدا، يطرح الكثير من علامات الاستفهام بخصوص مستقبل الفريق وقدرته على التنافس على أعلى المستويات. وإذا كانت نتائج الفرق الوطنية في مباريات الذهاب، أحيت الأمال من جديد بالنسبة للمتتبعين، فإنها في الوقت نفسه قدمت صك إدانة جديد لجامعة الكرة في مايخص طريقة تدبيرها لمنتخب المحليين الذي أقصي أمام ليبيا بعد أن خسر بثلاثة أهداف لصفر. فقد أكدت هذه المباريات، أن اللاعبين المحليين ليسوا ضعيفين إلى الحد الذي يقصون فيه أمام ليبيا بشكل كارثي، وأكدت أكثر أن اختيارات اللاعبين كانت خاطئة، وأن الجامعة كانت وراء الإقصاء عندما عينت بليندة في آخر لحظة لتدريب هذا المنتخب، مثلما قدمت الدليل أن بليندة أخطأ بدوره، أولا عندما قبل الإشراف على تدريب منتخب في ظرفية حرجة، ثم حينما لم يوسع دائرة اختياراته ولم تشمل أفضل لاعبي البطولة الوطنية.