لم يكن فريق الجيش الملكي أحسن حالا من الرجاء البيضاوي، فتعانقا سويا وغادرا منافسات كأس شمال إفريقيا، على يد كل من وفاق سطيف وأهلي بنغازي. الفريق العسكري تجرع مرارة الإقصاء بعد هزيمته أمام الأهلي الليبي بهدف واحد في لقاء الإياب في بنغازي. وكان الفريق العسكري يمني النفس بمواصلة المغامرة والبحث عن لقب جديد ، بعد أسبوع من فوزه بكأس العرش للمرة الحادية عشرة ، وذلك في اللقاء النهائي على يد جاره الفتح الرباطي. وعكست هذه النتيجة حالة التراجع الكبير الذي تشهده كرة القدم الوطنية، على كافة المستويات، فالمنتخب الوطني، خرج من الباب الصغير، وعجز عن التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، بل أكثر من هذا لم يضمن حتى تأهله إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، فتراجع في تصنيف الاتحاد الدولي إلى الرتبة 67 عالميا، وأصبح في الرتبة 12 إفريقيا، مما يعني أن كرة القدم الوطنية سيتقلص عدد ممثليها في المنافسات القارية، حيث كان يسمح لها بممثلين في كأس عصبة أبطال إفريقيا ومثلهما في كأس الكاف، قبل أن تتنازل الجامعة اختياريا عن مقعد في المنافسة الأخيرة، وتكتفي بمشاركة الفائز بكأس العرش. وفي المقابل كشفت هذه الهزائم الخط التصاعدي للأندية القارية، ومن ضمنها أندية شمال إفريقيا، التي سبقتنا بخطوات عديدة إلى الأمام. وقد لاحظ الجميع الفرق الواضح في المواجهات التي جمعت الكرة المغربية بنظيرتها لشمال إفريقيا. فالمنتخب الوطني المحلي أقصي من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين، التي جرت بالكوت ديفوار علي يد المنتخب الليبي، والمغرب الفاسي في الموسم الماضي أقصي من كأسي الاتحاد الإفريقي وشمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، على يد فريقين تونسيين. والوداد البيضاوي فقد لقب دوري أبطال العرب على يد الترجي التونسي. والرجاء خرج من ثمن نهاية ذات المسابقة علي يد الصفاقسي التونسي، قبل أن يغادر مسابقة كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة عل يد وفاق سطيف، الذي أكد قوته، وأجبر الرجاء على الاستسلام، قبل أن ينضاف الجيش الملكي للقائمة، وينسحب من كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس على يد الأهلي الليبي، بعدما سبق له أن ودع في وقت مبكر مسابقة عصبة أبطال إفريقيا على يد هيرتلاند النجيري، ثم يتبعه اتحاد الخميسات في وقت لاحق. الأكيد أن سنة 2010، ستبقى موشومة في الذاكرة بفعل توالي الإخفاقات، وعلى كافة الأصعدة، ليبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى ستستمر هذه الأحزان؟، ومتى ستستعيد كرتنا الوطنية هيبتها في نزالات كانت تدخلها في السابق ونقط الانتصار في الجيب؟. لا شك أن المهمة صعبة ودقيقة في نفس الوقت، ولا مجال فيها للخطأ، لأن كل تعثر جديد قد يزيد في عمق المنحدر، وسيجعل الخروج منه أشبه بمهمة سيزيف.