خيمت أجواء القلق على احتفال الوفد المغربي بعيد المولد النبوي، وساهمت نتيجة التعادل بهدف لمثله، التي حصل عليها الفريق الوطني أمام الرأس الأخضر في المباراة الثانية من نهائيات كأس أمم إفريقيا، في مناخ الغضب الذي عاشته إقامة المنتخب المغربي في مدينة ديربان. وقال الناخب الوطني رشيد الطوسي، إن عيد المولد النبوي هو فرصة للم شمل المنتخب المغربي، وإخراج اللاعبين من حالة القلق التي تسيطر عليهم، بعد التعادل أمام الرأس الأخضر، وأضاف: «تحدثت مع اللاعبين فردا فردا وتبادلنا تهاني العيد، وقررنا جميعا أن نهدي للمغاربة تأهيلا في المباراة الثالثة، فلا شيء قد حسم بعد، كنت أعرف أن الشعب المغربي ينتظر من المنتخب هدية العيد بالفوز على منتخب الرأس الأخضر لكن ذلك لم يحصل، هذا لا يعني أننا فقدنا الأمل فالحسم الآن في 90 دقيقة أمام المنتخب المستضيف للدورة، وإن كنا نتمنى أن نصل المحطة الثالثة على الأقل بأربع نقط من انتصار وتعادل، رصيدنا نقطتان والفوز على جنوب إفريقيا صعب لكنه ليس مستحيلا». وعاش اللاعبون أجواء العيد بفتور كبير، رغم أن المدرب ومساعديه قد اقتنوا حلويات ووفر الفندق أنواعا من العصير والمشروبات، التف حولها الجميع من أجل استبدال جو النكد بأجواء الفرح، بينما حاول المدرب طي صفحة المباراة بالحديث عن أجواء العيد في المغرب، إلا أن بعض العناصر المحترفة والمحلية لم تعط للعيد مدلوله الديني والثقافي، وتعاملت معه كوجبة إفطار مدعمة، بينما حرص اللاعب عبد الحميد الكوثري على حث اللاعبين على إعطاء الذكرى الدينية ما تستحقه، بل ظل يسأل بعد مباراة الرأس الأخضر عن مسجد في ديربان يمكنه من حضور صلاة العيد إلى جانب بعض اللاعبين. ونظرا لأجواء العيد، فقد أجرى الناخب الوطني تعديلا على برنامج التداريب، حيث كان من المقرر إخضاع اللاعبين الذين لم يشاركوا في المباراة الأخيرة لحصة تدريبية صباحية، على أن يقوم بقية العناصر بحصة إزالة العياء في صالة كمال الأجسام في الفندق، إلا أن الجميع استمتع بالراحة في الفترة الصباحية، وخصصت الفترة المسائية للتداريب التي جرت بملعب سوغار الراي بضواحي ديربان، وعرفت مشاركة الأساسيين والبدلاء، حتى لا تتسع الهوة بين الطرفين. ومن المفارقات الغريبة، أن الناخب الوطني رشيد الطوسي ورئيس الوفد كريم العالم يقضيان للمرة الثانية العيد في جنوب إفريقيا، حيث كانت مشاركتهما في قرعة النهائيات مبررا لقضاء عيد الأضحى في هذا البلد، قبل أن تحكم عليهما الأقدار بقضاء عيد المولد النبوي في هذا البلد بعيدا عن المغرب. وتداول اللاعبون، وهم يعيشون عيدا بطعم الاغتراب والتعادل، ذكرياتهم مع الأندية والمنتخبات، وكيف اضطروا إلى قضاء الأعياد الدينية بعيدا عن أسرهم. تبقى الإشارة إلى أن عدد المسلمين في جنوب إفريقيا قد ارتفع منذ أواسط التسعينات، بعد هجرة المسلمين واستقرارهم في هذا البلد، وهم الذين شكلوا عاملا هاما في زيادة أعداد المسلمين، حيث كان عدد مسلمي جنوب إفريقيا عام 1991 لا يتعدى 12 ألف نسمة، وهم الآن أكثر من 650 ألف مسلم.