قال الناخب الوطني رشيد الطوسي، إن المواجهة الثانية أمام منتخب الرأس الأخضر، برسم نهائيات كأس إفريقيا 2013، المقررة مساء اليوم الأربعاء، لن تكون سهلة كما يعتقد البعض، مستندا على الأداء «البطولي» لهذا المنتخب في المباراة الافتتاحية أمام البلد المنظم جنوب إفريقيا، وأضاف الناخب الوطني، إن الفوز على الرأس الأخضر ممكن شريطة حصول فاعلية هجومية ونجاح المهاجمين في ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف. ولا يختلف أسلوب لعب منتخب جزر الرأس الأخضر عن أسلوب الأنغوليين الذين واجههم المغرب في أولى مباريات بطولة أمم إفريقيا، فهما معا متشبعان بروح الأداء البرتغالي، بحكم احتراف العديد من الأسماء في هذا البلد، وبحكم أيضا الارتباط بعدد من المدربين البرتغاليين آخرهم جوان دي دوس الذي أشرف على تدريب القرش الأزرق وكان المدرب الحالي أنطونيوس مساعدا له. ومنذ انتهاء مباراة أنغولا، بتعادل وصفه الناخب الوطني ب»الإيجابي والمطمئن»، انكب مدرب المنتخب المغربي على دراسة الأشرطة التي وضعها رهن إشارته المدرب الوطني السابق فتحي جمال، في محاولة لتفكيك التوابث التي تشكل نقطة منتخب كان قبل خوض المباراة الافتتاحية مجرد فريق مغمور، لكنه لفت الأنظار ونال تعاطف الجماهير في جنوب إفريقيا. ووقف الناخب الوطني كثيرا على نقط قوة الخصم الذي يمتاز بحس اندفاعي، إذ أن مسيرته في التصفيات عرفت تسجيل عشرة أهداف في أربع مباريات منها سبعة أهداف في شباك مدغشقر وثلاثة أهداف في شباك الكاميرون، وهو معطى توقف عنده المدرب وخط الدفاع طويلا. وقال الطوسي إن الرأس الأخضر مثل أنغولا، «منتخب جيد وقد أكد بأنه لم يتأهل بمحض الصدفة وقد تابعنا كيف أحرج جنوب إفريقيا وأتمنى أن نستعيد لاعبينا في قمة الجاهزية البدنية والذهنية لكي نحقق فوزا يقربنا من التأهل للدور الثاني»، بينما يرى كثير من العارفين بالشأن الكروي في جزر الرأس الأخضر بأن قوة القرش في وجود تلاحم بين اللاعبين ومدرب عايشهم في كثير من المراحل العمرية ونال معهم لقبا وديا في دورة ليزوفون لأقل من 21 سنة. وأجرى المنتخب في ديربان حصتين تدريبيتين قبل مواجهة القرش الأزرق، لكن مخاوف الطاقم القني المغربي تكمن في عدم اكتمال الجاهزية البدنية لبعض اللاعبين الذين يجترون إصابات تبدو غير مؤثرة، كما أن هاجس الانتقال من مرتفعات جوهانيسبورغ إلى منتخفضات ديربان يشغل إلى حد كبير القائمين على المنتخب الوطني، حيث يسعى المعد البدني والأخصائي الفيزيولوجي، خلال الساعات التي تسبق المواجهة، إلى تقليص مضاعفات هذا التحول الجغرافي، رغم أن مدرب القرش يرى أن الفريقين معا يعيشان نفس الهواجس. وأعرب مدرب الرأس الأخضر لوسيو أنطونيس عن أمله في نجاح فريقه بشكل أفضل في الاختبار الثاني له بالبطولة واستثمار تعادل بطعم الانتصار أمام البلد المنظم لرفع المعنويات وخوض المباراة دون أدنى مركب نقص، مشيرا إلى عزمه تجاوز الدور الأول، بالرغم من أن المحللين الرياضيين قد صنفوا هذا المنتخب في خانة المرشحين لمغادرة جنوب إفريقيا مبكرا. في ظل هذه المعطيات سيكون الضغط على المغاربة أكثر من الخصم العنيد، فليس لهذا الأخير ما يخسره إن خرج من الدور الأول، لكن ستكون «نطحة» مباغثة لا قدر الله من الرأس الأخضر نكسة.