فقدت الساحة الفنية المغربية أحد أكبر فنانيها، بوفاة الممثل محمد مجد، في وقت مبكر من صباح أمس الخميس في إحدى المصحات الخاصة في مدينة الدارالبيضاء، عن عمر يناهز 73 سنة. وكان محمد مجد قد نُقل على وجه السرعة إلى مصحة خاصة، بعد أن أصيب بضيق في التنفس في الأسبوع الماضي، غير أن الفحوص الطبية التي أخضع لها كشفت أن عددا من الأعضاء الحيوية في الجسم أصيبت بضرر بالغ، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل مضطرد. وأكدت مصادر مطلعة ل«المساء» أن الرئتين معا توقفتا عن أداء وظيفتهما، في حين أصيبت عضلة القلب بضعف كبير، دفعت الطاقم الطبي في المصحة إلى الاستعانة بعدد من الأجهزة الطبية لمساعدة الراحل على التنفس. وتحدث الفنان الراحل إلى «المساء» قبل وفاته بساعات بصعوبة بالغة. وكان الراحل حينها محاطا بأولاده وأفراد من عائلته. وعاتبت الفنانة فتيحة واتيلي، زوجة الفنان محمد مجد، في تصريح ل»المساء»، بعضَ وسائل الإعلام «التي تجاهلت مرض فنان بحجم «مجد»، في الوقت الذي كانت تسعى تلك الوسائل إلى استضافته حين كان يحصد الجوائز ويحظى بالتكريم».. وكان محمد مجد خلال فترة علاجه قد سأل طبيبه عن أمله في البقاء على قيد الحياة، فأخبره هذا الأخير أن «الأعمار بيد الله»، ففهم الراحل الرسالة وطلب رؤية جميع أفراد عائلته، وفق ما قالت إحدى قريباته ل»المساء»، مضيفة أن الراحل حرص على متابعة الشوط الأول من مباراة المغرب وأنغولا يوم السبت الماضي، في إطار كأس إفريقيا للأمم، المنظمة في جنوب إفريقيا، قبل أن يطلب طبيبه المعالج إغلاق جهاز التلفزيون بصفة نهائية، بعد أن لاحظ ارتفاعا في ضغطه. ويعدّ الراحل محمد مجد من رواد الفن في المغرب، إنْ لم يكن من أشهرهم على الإطلاق، وهو من مواليد درب السلطان، أحد أشهر الأحياء البيضاوية، عام 1940 ويتحدّر من أصول دكالية. بدأ محمد مجد ممارسة الفن في منتصف الخمسينيات، وكانت بدايته مع عدد من الفرق المسرحية، كمسرح الطبقة العاملة والبدوي والطيب الصديقي.. وكانت بدايته مع الفن السابع مع الفيلم القصير «الغابة» لعبد المجيد رشيش عام 1970، ثم «البراق» عام 1973، وكان من ضمن الممثلين المغاربة الذين ظهروا في فيلم «الرسالة» عام 1977 للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد.. شكل عقد تسعينيات القرن الماضي نقلة في حياة محمد مجد من خلال مشاركته في عدد من الأعمال الأجنبية. وكان من الممثلين المغاربة المفضلين لدى المخرجين المغاربة، حيث شارك في عدد من الأفلام المغربية: «علي زوا»، لنبيل عيوش، «ووداعا بازوليني»، لداوود أولاد السيد، «وبعد»، لمحمد إسماعيل، و»زيرو»، لنور الدين لخماري. كما جسّد أدوارا في أفلام عالمية، منها فيلم «سيريانا»، إلى جانب الممثل الأمريكي جورج كلوني.. نال محمد مجد، في مشواره الفني، العديد من الجوائز والتكريمات، حيث كُرِّم الراحل في الدورة السادسة لمهرجان مراكش ونال وساما فرنسيا عن مجمل أعماله الفنية، ونال جائزة أحسن ممثل في مهرجان الفيلم الوطني في طنجة وعددا من الجوائز الأخرى في كل من إسبانيا وبلجيكا وغيرهما.