توفي صبيحة هذا اليوم، الممثل المغربي، محمد مجد، في إحدى مصحات مدينة الدارالبيضاء، عن عمر ناهز 73 سنة، وذلك بعد صراع طويل مع المرض، حيث كان قد نُقل إلى العناية المركزة قبل أيام بسبب مشاكل في التنفس. وكانت زوجته السابقة، الممثلة فتيحة وتيلي، قد ذكرت قبل أيام، أن الراحل تدهورت حالته الصحية كثيرا بعد حضوره مؤخرا في مهرجان دبي السينمائي رفقة طاقم فيلم "زيرو" الذي شارك فيه، حيث أثر عليه المناخ والتكييف الذي تعتمد عليه فنادق دبي، مما جعله يضطر إلى الاستعانة بتقنيات التنفس الاصطناعي في رحلة العودة من دبي بالطائرة. وبعد وصوله أجرى فحوصات طبية أكدت إصابته بمشاكل في التنفس استدعت نقله إلى غرفة العملية المركزة، غير أن تدخلات الأطباء لم تنفع لإنقاذه، لتوافيه المنية مخلفا إرثا سينمائيا كبيرا. ويعتبر محمد مجد، واحدا من أنجح الممثلين في مسار السينما المغربية، ازداد بالعاصمة الاقتصادية سنة 1940، فاز بعدد من الجوائز كجائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "في انتظار بازوليني" للمخرج داوود اولاد السيد في المهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني، وكذلك توشيحه بوسام في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سنة 2006. محمد مجد، المزداد بدرب السلطان بالدارالبيضاء، بدأ مسيرته الفينة بالمسرح الذي تلقى فيه تكوينا في باريس، ثم انتقل إلى العمل التلفزيوني بمشاركته في مسلسل "التضحية"، وكانت تجربته في السينما قد بدأت مع أفلام قصيرة ك"الغابة" و"البراق" للمخرج مجيد الرشيش، ليشارك بعدها في أفلام عالمية أهمها "الرسالة" لمصطفى العقاد. ومن أبرز الأدوار في تاريخ محمد مجد، توجد تلك التي لعبها في أفلام : "وبعد" ، "ريح البحر"، "علي زاوا"، "السفر الكبير"، "الحي الخلفي"، وكذلك فيلم "زيرو" لنور الدين الخماري الذي يعد آخر الأفلام السينمائية التي شارك فيها الراحل، إضافة لأدواره في بعض المسلسلات التي طبعت ذاكرة المشاهد المغربي كمسلسل "سرب الحمام".ويُجمع العديد من المتتبعين للسينما المغربية، على قوة أداء الراحل، وعلى كونه واحدا من الممثلين القلائل الذين أقنعوا في جل أدوارهم، ومن المتوقع أن تشهد جنازته حضور الكثير من رجالات ونساء الفن السابع، وكذلك عددا من المتتبعين لمسيرة رجل قدم الكثير للدراما المغربية.