عبد الحميد، التهامي، محمود، كلها أسماء لشخص واحد..
بدأ مع "المسرح البدوي" ثم "مسرح الصديقي"، ومرح الطبقة العاملة، قبل أن يوجه مقوده صوب عالم السينما.
هناك، مع بداية سبعينيات القرن الماضي، يطل على الجمهور من خلال شاشة التلفزة المغربية في أول فيلم " الغابة" للمخرج مجيد الرشيش"، ليليه ظهوره في فيلم آخر" بوراق" لتكون البداية متميزة في مجال التمثيل.
هو ابن العاصمة الاقتصادية، تربى بين حيطانها وجدرانها، وترعرع في شوارعها خاصة درب "السبليون".
هو محمد مجد، وكان فعلا "مجدا" في عالم السينما المغربية. في السبعينيات، تطور مسار الممثل "مجد" من بطولات الأفلام الوطنية، لأدوار مهمة في الأفلام الدولية، حيث لاقى دوره في فيلم "الرسالة" لمخرجه السوري مصطفي العقاد، نجاحا كبيرا على الصعيد الدولي، وكذلك فيلم "شهرزاد" ل فيليب دوبروكا، ليتلقى بعدها عروضا و يشارك في أكثر من 80 فيلما.
توج ابن العاصمة الاقتصادية بجوائز عديدة، منها مهرجان "نانت " الفرنسية، عن دوره في فيلم "عود الريح" للمخرج داوود أولاد سيد، و مهرجان "مارديل بلاطا" بالأرجنتين، عن الدور الذي أداه في فيلم "السفر الطويل".
في سنة 1999 تألق في دور "محمود" في فيلم "علي زاوا" ليحصل بعده على جائزتين، الأولى في المهرجان الوطني بوجدة لأحسن دور رجالي، في فيلم "ألف شهر" لفوزي بنسعيدي، والثانية في مهرجان الفيلم الوطني بطنجة سنة 2005، عن دوره في فيلم "السفر الطويل" لإسماعيل الفاروخي.
ختم "محمد مجد" مسيرته السينمائية بدوره في فيلم "الزيرو" لنور الدين الخماري، والذي أبدع فيه كعادته و جسد دور الأب، المريض القاسي و الحنون في الوقت نفسه، ليدخل بعدها مستشفى مولاي يوسف في الدارالبيضاء في 18 من يناير 2013 بسبب ضيق في التنفس، و يغادرنا إلى دار البقاء صباح اليوم عن عمر ناهز 73 سنة.
هي مسيرة فنان، لفت الانتباه طوال حياته، بدءا من أبناء دربه، إلى متتبعيه عبر شاشات التلفاز والسينما. مسار فنان انتهى به المطاف في عيادة خاصة، شاء القدر، أن يخطفه عن جمهوره صباح يوم العيد.