في المنصة الصحفية بملعب سوكر سيتي بجوهانيسبورغ أو في غرفة التذييع لملعب موزيس ماديبا بديربان، يلفت النظر صوت سعيد زدوق قيدوم المعلقين الرياضيين الذي راكم عددا لا يحصى من التسجيلات الصوتية التي رافقت الفريق الوطني المغربي في مختلف المحطات التي توةقف فيها. لكن زدوق هنا في جنوب إفريقيا ضمن فريق الإذاعيين، حيث يجدد المستمعون اللقاء مع هذا الإعلامي والواصف الرياضي، وسيتمكن من استعادة ذكريات مباريات المنتخب المغربي في السنوات الماضية، حين ينقل زدوق على أمواج شبكة «راديو بلوس» أطوار وأجواء مباريات المنتخب المغربي. سألت زدوق الذي يغيب عن النهائيات الإفريقية ويحضر في المباريات الإقصائية؟ أجاب بهدوء حتى أنك لا تكاد تسمع صوته من أمام صخب المدينة: -نادرا ما أحضر كصحفي نهائيات كأس إفريقيا، فأنا في مثل هذه الملتقيات الكبرى أفضل البقاء في المغرب لأنجز الروبورطاجات اليومية، وتحضير الضيوف والمحللين وتقديم مادة فيها مزيج من التحليل الفني والمتابعة الميدانية من عين المكان، غالبا ما أرسل واصفين لتغطية الحدث لأن التغطية جزء من المهمة وليست هي الهدف. يبدو أن الإعلامي عبد الرحمن العدوي قد كان موفقا في اختياراته حين أقنع سعيد زدوق بالانضمام إلى القسم الرياضي لشبكة إذاعات «راديو بلوس» في شهر يوليوز الماضي، فهو يراهن على نوسطالجيا الميكروفون وعلى استقطاب مستمعين رياضيين يحنون إلى زمن تألق الوصف الرياضي، قبل أن يصبح مجرد فعل مستنسخ من أصوات معلقي الجزيرة الرياضية. لكن ما الفرق بين الوصف الإذاعي والتلفزيوني؟ -الوصف الإذاعي أصعب بكثير، لأن الواصف يجب أن يتوفر على قدرات خارقة لتجعل المستمع يعيش الحدث وكأنه يشاهده، وهناك من يفضل التعليق الإذاعي دون أن يفرط في الصورة، للناس في ما يعشقون مذاهب. تراهن محطات العدوي على الكان تحاول سحب البساط من تحت راديو مارس، وتقدم تغطية قال عنها سعيد بأنها «نوعية تخاطب وجدان الجمهور وفكره في نفس الوقت». النقل المباشر للمباريات ليس هو غايتنا، هناك محطات أخرى كبرنامج الطريق الى كأس إفريقيا الذي يبث يوميا بالتناوب بين المحطات الأربعة في أكادير ومراكش والدار البيضاء ثم فاس، وبرنامج أخبار الكان الذي يبث أيضا بشكل يومي. -الواصف الرياضي ليس مشجعا للفريق يصرخ وراء ميكروفون ويحث اللاعبين على التقدم نحو المرمى، وليس ببغاءا يردد تمريرات اللاعبين ويصرخ لتسدياتهم، وليس تقليدا أعمى لمن سبقنا أو من جاء من بعدنا، وليس حيحة صوتية، هو مادة إعلامية تقرب المستمع من وقائع المباريات حتى يشعر وكأنه في قلب الحدث. في دورة جنوب إفريقيا 2013، ستة واصفين مغاربة، ينقلون مباريات المنتخب الوطني بشكل يومي، نصفهم في المرئي وهم مصطفى طلال ومراد المتوكل وعبد الحق الشراط، ونصفهم الآخر في المسموع وهم عبد الفتاح الحراق وعادل العمري ثم سعيد زدوق، دون أن ننسى عشرة تقنيين يشتغلون في ظل المرئي والمسموع فلا يرون ولا يسمعون.