دشّنت فعاليات جمعوية في حي «عوينات الحجاج» في فاس، صباح أمس الثلاثاء، حملة تحسيس في أوساط محلات «السّودور» ل»محاربة» إنتاج السيوف التي تروّج في أوساط المنحرفين وتساهم في تأجيج الإنفلات الأمنيّ في المدينة. وقالت المصادر إن هذه الجمعيات ستنتقل إلى أحياء شعبية أخرى في زواغة وبنسودة في المدينة ذاتها لتعبئة أصحاب محلات «السّودور» وحثهم على «مقاطعة» إنتاج سيوف المجرمين لما لها من آثار كارثية على استقرار المدينة. وقالت المصادر إن بعض أصحاب هذه المحلات قد «تخصّصوا»، في الآونة الأخيرة، في صناعة الأسلحة البيضاء وعرضها أمام الملأ، وكأنّ الأمر يتعلق بتجار يبيعون مواد صالحة للطبخ أو أثاث المنزل أو مواد غدائية يتنافس عليها المواطنون.. وتزامنت هذه الحملة مع فترة أمنية عصيبة تعيشها المدينة. فقد شهدت حانة في وسط فاس، في وقت متأخر من ليلة الاثنين –الثلاثاء، حادث «اقتحام» من قِبل مدجّجين بالسيوف بحثا عن «خصم عنيد»، ما أسفر عن رعب وسط رواد الحانة، وهزّ الساكنة المجاورة، التي سبق لها أن طالبت، في وقفات احتجاجية ليلية، بإغلاق الحانة. وعاش تجار فاس العتيقة نهاية أسبوع صعبة بسبب عصابة متخصصة في سرقة الملابس النسائية. وتقاطرت عدد من الشكايات على الدوائر الأمنية في المنطقة الثانية، تتحدث كلها عن وجود عصابة تعمل بالسلاح الأبيض. وقالت المصادر إن عناصر الشرطة تمكنت، مساء يوم الأحد الماضي، من إلقاء القبض على أفراد يُرجَّح أنهم أعضاء فاعلون في هذه العصابة. وفي السياق ذاته، عاشت فاس العتيقة مساء يوم الأحد الأخير على وقع جريمة مروّعة باستعمال السيوف، يرجح أنّ «بطليها» كانا على خلاف داخل السجن. وقالت المصادر إنه لم يمض على مغادرة المتهم بارتكاب الجريمة السجنَ سوى أسبوع.. وتم اعتقال المتهم، وأسفرت التحريات الأولية عن أن الجريمة وقعت بسبب خلافات شخصية ترتبط المخدرات. وإلى جانب المجرمين، فإن ساكنة فاس العتيقة «تتعايش» في الآونة الأخيرة مع تنامي الكلاب الضالة، التي أصبحت بدورها تهدد أمن وسلامة الساكنة. وقالت مصادر جمعوية إن هذه الكلاب تشكل خطرا على المارة في أوقات متأخرة من الليل، وهو نفسه الخطر المحدق بالمواطنين بسبب المنحرفين وسيوفهم الحادة.. وتعيش أحياء فاس على وقع اعتداءات توصف بالخطيرة، اضطر معها رجلا شرطة إلى استعمال مسدسيهما لمرتين وإطلاق النار على أفراد ينتمون إلى عصابتين بكلاب «البيتبول» في حيين متفرقين. وعمدت الإدارة العامة للأمن الوطني إلى نقل نائب والي أمن فاس إلى الإدارة المركزية، وجرى تعيين مسؤول الإستعلامات العامة في الرباط في منصب نائب والي أمن فاس.. ويُقدَّم المسؤول الجديد القادم إلى العاصمة العلمية على أنه رجل أمن يرجّح كفة الإصغاء والتواصل والتدخلات الفورية، ما سيساعد على تجاوز «مِحن» مسؤولين أمنيين «لا يعرفون سوى لغة القمع» والهراوة».