استفاق سكان حي باب أبي الفتوح الشعبي المجاور لفاس العتيقة، صباح أمس الجمعة، على وقع جريمة شنعاء بطلها شاب يرجح أنه من المدمنين على استهلاك الحشيش وأقراص الهلوسة. فقد عمد هذا الشاب، في الصباح الباكر، إلى الإجهاز على تاجرين بذبحهما من الوريد إلى الوريد. وطبقا للمصادر، فإن التحريات تشير إلى أن الشاب كان في حالة غير طبيعية عندما أقدم على ارتكاب هذه الجريمة التي وصفت بالنكراء. وقد عمد إلى تقنية المباغتة في تنفيذ الجريمتين. واستعان بسلاح أبيض يفترض أن يكون عبارة عن ساطور، تقول بعض المصادر من عين المكان. وبعد انتهائه من تنفيذ الجريمة الأولى، انتقل إلى محل آخر مجاور لتنفيذ الجريمة الثانية بدم بارد، تورد المصادر. وظل الشاب يتجول في المنطقة إلى أن تدخلت عناصر الأمن لإلقاء القبض عليه، بينما نقلت جثتي التاجرين إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي الغساني. وتم فتح تحقيق في ملابسات ارتكاب الجريمتين من قبل عناصر الشرطة القضائية بتنسيق مع النيابة العامة بمحكمة الاستئناف. ويعرف حي أبي الفتوح بكونه من الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية الكبيرة بفاس، كما يعرف تاريخيا باحتضانه لمحلات تجارية ساهمت في وقت مضى في صنع مجد فاس التجاري والاقتصادي، وظلت تزود عددا من مناطق المغرب وخصوصا المدن المجاورة بالسلع من مختلف الأصناف. ويقول تجار في هذا الحي إنهم أصبحوا، في السنين الأخيرة، عرضة لهجومات مجرمين. ويتحدث السكان عموما عن تردي الوضع الأمني بهذه المنطقة التي لا تفصلها سوى الأسوار عن فاس العتيقة. وحسب المصادر، فإن بعض التجار يجبرون على أداء إتاوات لدرء مخاطر المنحرفين عن محلاتهم التجارية. ويتعرض زبناء يقصدون المدينة بغرض التبضع لاعتداءات من طرف هؤلاء المجرمين. وفي الوقت الذي قرر فيه بعضهم مقاطعة التبضع في المدينة بسبب هذه الأوضاع، يفضل آخرون اتخاذ إجراءات أمنية خاصة للحيلولة دون تعرضهم لهذه الاعتداءات. ويشكو عدد من التجار في أحياء زواغة وبنسودة وعوينات الحجاج من الوضع نفسه، مما دفع عددا منهم إلى اللجوء إلى تقنية إحاطة محلاتهم بأبواب حديدية شديدة الصلابة، مع فتح نوافذ لمخاطبة الزبناء. ويضطر بعضهم الآخر إلى إعلان إغلاق محلاتهم بعد غروب الشمس، تفاديا لما لا تحمد عقباه.