أقدمت المصالح الأمنية بمدينة تيزنيت عشية أول أمس الإثنين على تمثيل جريمة قتل تاجر للمواد الغذائية بحي "الإيراك" بالمدينة، بعد أقل من أربعة وعشرين ساعة على وقوعها في واضحة النهار، وتورُّط شاب في التاسعة عشرة من العمر في ارتكابها. وقد عمدت المصالح الأمنية إلى تشديد رقابتها بمحيط الجريمة وأنزلت العديد من رجال الأمن بالزيين المدني والرسمي، كما لم تسمح إلا لعدد قليل من الأمنيين من دخول مسرح الجريمة، رفقة وكيل الملك بابتدائية تيزنيت، وبعض مسؤولي أجهزة الاستعلامات العامة، فيما تابع عملية التمثيل عدد كبير من سكان المدينة، وبعض المراسلين المعتمدين بالمدينة والإقليم وعدد من أفراد عائلة الجاني والمجني عليه... واستنادا إلى المعطيات التي استقتها الجريدة من مصادر متعددة، فإن الجاني المنحدر من جماعة "تازروالت" بإقليم تيزنيت، اقتنى أداة جريمته من إحدى المحلات التجارية بالمدينة، قبل أن يتوجه إلى مسرح الجريمة حيث دخل في نقاش حاد مع الضحية قبل أن يفاجئه بطعنات قاتلة، لكن الجاني الذي حاول الهرب مباشرة بعد طعنه للضحية، لم يضع في حسبانه أن صراخ الضحية سيثير انتباه رواد إحدى المقاهي المجاورة، وسيؤدي إلى منعه من الهرب من طرف السكان والمارة قبل سقوط الضحية على الأرض مغشيا عليه بجانب محله التجاري، وأثناء تمثيله لأطوار الجريمة، أقر المتهم بتورطه في عملية القتل، وقدم روايته أمام حشد من المحققين الذين وثقوا بالصوت والصورة جميع مراحلها المثيرة. جريمة في واضحة النهار وكانت جريمة قتل بشعة راح ضحيتها تاجر للمواد الغذائية بالحي المذكور، بعدما تلقى طعنات غادرة على مستوى البطن من طرف شاب يقل عمره عن عشرين سنة، وأفادت معطيات من عين المكان، أن القاتل وجه طعنات عديدة للضحية المزداد سنة 1955، أسقطته أرضا في حالة إغماء نزف على إثرها الكثير من الدماء قبل أن يفارق الحياة بعد لحظات قليلة من الاعتداء عليه، وأضافت المصادر أن المعتدي حاول الهرب مباشرة بعد تورطه في الجريمة، لكن رواد إحدى المقاهي المجاورة لمسرح الجريمة، منعوه من الهرب، إلى أن حضرت السلطات الأمنية والمحلية، حيث اقتيد المتهم مكبل الأيدي إلى مفوضية الأمن الإقليمي، في انتظار إحالته على النيابة العامة باستئنافية أكادير، بعد الانتهاء من تجميع كافة المعطيات المرتبطة بالحادث، ورجحت ذات المصادر أن تكون الدوافع الكامنة وراء ارتكاب الجريمة ذات علاقة بتصفية حسابات عالقة بين الطرفين، فيما رجحت مصادر أخرى أن تكون السرقة أهم دافع يقف وراء ارتكابها في واضحة النهار وبمنطقة آهلة بالسكان، ومن المفروض أن تكون عملية التمثيل قد كشفت عن تفاصيل أخرى تساعد المحققين على فك طلاسم جريمة روعت الساكنة وهزت الرأي العام المحلي. جريمة ثانية وتأتي هذه الجريمة، بعد خمسة عشر يوما فقط من وقوع جريمة أخرى بدوار "آيت اليس" بجماعة بونعمان بإقليم تيزنيت، ذهبت ضحيتها فتاة في التاسعة عشرة من العمر، بعدما تلقت طعنة قاتلة بواسطة السلاح الأبيض من الخلف، وبالضبط في أسفل الكتف، حيث وصلت الطعنة إلى قلبها وأردتها قتيلة على الفور، وكشفت مصادر من عين المكان، أن الجاني المزداد سنة 1983 بنفس المنطقة، كان على علاقة معينة مع الضحية، قبل أن يفاجأ بحديثها مع شاب آخر بالمنطقة، فتحين فرصة عودتها من إحدى المناسبات الخاصة بالمنطقة، فباغثها بطعنة غادرة وقاتلة، ومباشرة بعد الإبلاغ بالحادث حضرت السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي، واقتادت المتهم بارتكاب الجريمة مكبل الأيدي إلى سرية الدرك الملكي بتيزنيت، وذلك بعد اعترافه مباشرة بالتورط في الحادث. شكايات سابقة كما تأتي بعد أسابيع من دق سكان بجماعة أنزي بإقليم تيزنيت، ناقوس الخطر بخصوص الوضع الأمني بمنطقتهم، حيث دعوا إلى توقيف المتورطين في جرائم القتل والسرقة التي شهدتها منطقتهم في الآونة الأخيرة دون أن يتم القبض على مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، وقالوا في الشكاية التي بحوزة "المساء" إن "ساكنة جماعة أنزي لم تلتئم جراحها بعدُ، على إثر الجرائم البشعة التي اقترفت بمنطقتهم"، واتهموا في شكاية وقعتها 22 جمعية بالمنطقة، الجهات المسؤولة ب"الحياد السلبي" إزاء البحث وإلقاء القبض على المتورطين ، كما استنكروا ما أسموه بارتفاع مستوى الجريمة بالنفوذ الترابي لجماعة أنزي، معتبرين أن "الأبحاث الجارية حول الجرائم المرتكبة بالمنطقة تدور في حلقات مفرغة دون تحديد المجرمين"، وهو ما أدى – حسب تعبير المشتكين- إلى استفحال ظاهرة الإجرام بهذه الجماعة، بشكل أصبحت معه راحة القاطنين والزوار في السوق والإدارات المتواجدة بالمنطقة يطرح الكثير من التساؤلات، وينذر بخيبة أمل من غياب الأمن على الأشخاص والممتلكات. على سبيل الذكر تجدر الإشارة أن الجريمتين المذكورتين، تأتيان بعد جريمة أخرى ثالثة وقعت بالإقليم في ظرف ستة أشهر فقط، وبالضبط في شهر أكتوبر من السنة الماضية، وراح ضحيتها أحد الفرنسيين المقيمين بالمدينة، كما تورط فيها شاب في بداية عقده الثالث، وهي الجريمة التي هزت الرأي العام المحلي آنذاك بالنظر إلى طريقة وقوعها والأسباب المؤدية لارتكابها. محمد الشيخ بلا عن جريدة المساء بتصرف