أعلن يوم الجمعة الماضي عن تأسيس نقابة لأصحاب المقاهي بفاس، ألحقت بالاتحاد العام للمقاولات والمهن، وهي نقابة لأرباب العمل والمستثمرين. وضمت هذه النقابة في عضويتها عددا من أصحاب مقاهي الشيشة بالمدينة. وجاء تأسيس هذه النقابة بعد اتهامات متبادلة بين رجال السلطة والعمدة شباط حول «قانونية» الحملات على هذه المقاهي. وهدد شباط بالدفع في اتجاه تأسيس جمعية لهؤلاء ترمي إلى ما سماه بالحفاظ على «أرزاق الناس». وفي الوقت الذي تشير فيه بعض المصادر إلى أن هذه النقابة أسست بغرض الوقوف في وجه هذه الحملات التي يشنها بعض رجال السلطة، نفى محمد العمراني الجوطي، الكاتب العام لهذا المكتب النقابي، وجود أي علاقة بين الملفين، مشيرا إلى أن هذه النقابة ترمي إلى خلق قنوات التواصل بين أرباب ومستثمري المقاهي بجهة فاس. لكنه أكد أن مشكل الشيشة يعتبر مشكلا من المشاكل المطروحة على هذه النقابة. وعن وجود أي علاقة بين هذه النقابة وبين أحزاب سياسية بعينها، قال العمراني الجوطي إن هذه النقابة مستقلة عن كل الأحزاب السياسية، «ولا علاقة لها لا بحزب الاستقلال ولا بحزب الاتحاد الاشتراكي». وكان العمراني الجوطي قد حل مؤخرا ضيفا على برنامج إذاعي حول ظاهرة مقاهي الشيشة براديو «إف إم سايس» بصفته أحد أرباب مقاهي الشيشة بالمدينة، رفقة أول مستورد ل»التجربة» إلى المدينة في بداية العقد الأخير (90) من القرن الماضي، وذلك للدفاع عن مصالح هؤلاء. وتشير المصادر إلى أن عدد المقاهي بفاس يناهز 1500 مقهى مرخص له، لكن الرقم أكبر بكثير عندما تضاف إلى هذه المقاهي تلك المحلات التي توصف بكونها غير قانونية. وتذهب رابطة جمعيات آباء وأولياء التلاميذ إلى أن عدد مقاهي الشيشة بفاس يقترب من 200 مقهى، في حين يرى العمراني الجوطي أن عددها لا يتجاوز 30 مقهى. وتقول المصادر إن بعض محلات الشيشة تتوفر على ترخيص قانوني يسمح لها ببيع الشيشة. ويذهب بعض رجال السلطة إلى أن منتخبين وأمنيين يحمون بعض أصحاب هذه المقاهي، لكن مصدرا من أصحاب الشيشة يشير إلى أن بعض رجال السلطة يساومونهم، مقابل غض الطرف عنهم، موردا حكاية باشا في المدينة صادر رجاله ما يقرب من 100 «قرعة» من أحد هذه المقاهي، لكنه فاوض فيما بعد صاحب المقهى وباع له «زاده» ب50 درهما، عوض 150 درهما، وهو ثمنها الحقيقي، ومقدما له «مهلة» أسبوع للعمل، قبل أن يحل رجال السلطة مجددا ضيوفا على مقهاه، في «حملة للقضاء على الشيشة». ويذهب العمراني الجوطي الحسني إلى أن نقابة أرباب ومستثمري المقاهي تعتزم تأسيس فروع لها بمختلف المدن والبلدات التابعة لجهة فاس بولمان، وهو ما سيمكن هذه النقابة من تعميق نفوذها وإجبار السلطات على «حسن الإصغاء» لمطالبها. وفي السياق ذاته، قرر المحجوبي ادريس، رئيس رابطة جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بجهة فاس بولمان، تقديم استقالته من عمله ككاتب مؤقت بالجماعة الحضرية لفاس، نتيجة ضغوطات تعرض لها من قبل العمدة شباط، وذلك بعدما هدد، في تصريح صحفي، بالدعوة إلى يوم بدون دراسة في جميع المؤسسات التعليمية بالمدينة، إذا لم يعمل المجلس الجماعي على تفعيل اختصاصاته بإغلاق هذه المحلات. وقال المحجوبي ادريس إنه يفضل الاستمرار في العمل الجمعوي دفاعا عن مصالح التلاميذ، عوض الاستمرار في العمل ككاتب مؤقت بالمجلس الجماعي. وكانت هذه الرابطة قد دخلت على خط الصراع الذي نشب بين بعض رجال السلطة وبين العمدة شباط على خلفية حملات على هذه المقاهي. ودعت الرابطة، التي تضم في عضويتها حوالي 150 جمعية، إلى تمكين المجلس الجماعي من هذا الاختصاص، مهددة، في الآن ذاته، في بيان لها، بتحريك النيابة العامة لمتابعة أصحاب هذه المقاهي، حفاظا على ما أسمته بالأخلاق العامة، باعتبار أن هذه المحلات «تخل بالآداب العامة وتشجع على الانحراف والانحلال الخلقي».