لم يجد محمد أوزين وزير الشباب والرياضة، من رد يجيب به على سؤال حول ترقية عدد من الرياضيين الموظفين الأشباح في مصالح وزارته وبينهم البطل العالمي والأولمبي السابق هشام الكروج، سوى تأكيده أن الترقية تمت بشكل عادي في إطار السلالم الإدارية المعمول بها، وليس في إطار آخر، قبل أن يؤكد أنه بصدد عقد جلسة مع هؤلاء الرياضيين الأشباح ليقدموا له برنامج عملهم مع الوزارة الذي يجب أن يلتزموا به، معطيا المثل ببطل الجيت سكي جمال بلحسني الذي تم فصله من وظيفته. ليست هذه المرة الأولى التي يكشف فيها أوزين عن رغبته في معالجة ملف الرياضيين الأشباح، الذين يحصلون على راتبهم الشهري دون أن يقوموا بأي عمل يستحقون عليه هذا الراتب، كما أنها ليست المرة الأولى التي يلوح فيها الوزير أوزين بسيف التهديدات، إذا لم ينضبط هؤلاء الرياضيين، ويلتزموا ببرنامج عمل واضح المعالم. فكلما قرأنا تصريحا للوزير أوزين إلا وتعهد من خلاله بأن يفتح هذا الملف بشكل جدي، وأن يضع الأمور في نصابها، لكن إلى اليوم فإننا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا. فإذا كان ملف الرياضيين الموظفين الأشباح استغرق كل هذا الوقت، دون أن يخرج السيد الوزير بقرار نهائي بخصوصه، فإن هذا الأمر يثير أكثر من تساؤل، بل ويضع تعهدات الوزير أوزين على المحك. لقد تعهد أوزين في أكثر من مرة بأن جميع الجامعات ستعقد جموعها العامة قبل متم سنة 2012، وهاهي هذه السنة قد مضت، ودخنا سنة جديدة، ولازال ملف هذه الجامعة مفتوحا على كل الاحتمالات، بل إن الوزير نفسه أصبح يقول إن وضعية هذه الجامعة معقدة، وأن هناك الكثير من الإكراهات، وغيرها من التبريرات التي لا تقدم ولا تؤخر. أما في ملف الرياضيين الأشباح، فإن الوضع مازال كما هو عليه، وفي المقابل فإن السيد الوزير يتحول إلى أسد جسور، كلما تعلق الأمر بفرض تغييرات على جامعات تصنف في خانة المستضعفة، أو التي ليس لها ظهر يحميها، وعندما نحاول أن نرى الصورة كاملة نصطدم ب»الفراغ»، بل إن اليأس يدب إلى النفوس، والخوف يتسلل إلى القلوب، خشية أن يظل واقع الحال على ما هو عليه، دون تغيير في الأفق، أما الخوف الأكبر فهو أن يتحول محمد أوزين نفسه إلى وزير شبح للرياضة، يقول ما لايفعل، ويراهن على أشياء يعرف ربما أن مغرب اليوم مازال لا يسمح بها.