بدأت السلطات في إقليمالراشيدية منذ حوالي أسبوع في تزيين جميع أرجاء هذه المدينة والبلدات المجاورة استعدادا لزيارة رسمية يرتقب أن يقوم بها الملك محمد السادس. مصدر أمني بالمنطقة أكد خبر الزيارة، لكنه قال إن السلطات لم تخبر بعد بأي تاريخ محدد لهذه الزيارة. في حين أورد مستشار جماعي ببلدة كولميمة أن الملك سيحل بالإقليم ابتداء من يوم الجمعة المقبل، وسيمكث به لمدة أربعة أيام سيزور من خلالها عددا من البلدات التابعة للراشيدية. ومن هذه البلدات، يرتقب أن يزور الملك كلا من كولميمة وتنجداد، وهي قرى تصنف ضمن المناطق الأكثر فقرا في المغرب. وفي تنغير، البلدة التابعة إداريا لإقليمورزازات، يتحدث الناس عن هذه الزيارة رابطين إياها بمنح البلدة مرتبة عمالة. ويأمل عدد من سكان البلدة أن تمكن ترقية الباشوية إلى عمالة، من تقريب الإدارات التي تبعد عنها حوالي 200 كلم، وما يرافقها من خلق عدد من المرافق العمومية وتشجيع الاستثمار. على أن الزيارة التي تحظى باهتمام الساكنة المحلية هي التي سيقوم بها الملك لبلدة إملشيل والتي تسكنها قبائل «أيت حديدو». وتشبه وضعية هذه المنطقة وضعية قرية أنفكو، حيث البرد القارس والثلوج تعزل البلدة في فصل الشتاء والفقر المدقع يفعل فعلته في أغلب الساكنة. وكانت السلطات الفرنسية، إبان فترة الاستعمار، تلجأ إلى نفي قادة الحركة الوطنية بفاس والرباط وتطوان إلى هذه القرية، المعروفة بقساوة طبيعتها وعزلتها عن العالم الخارجي. وتقول المصادر إنه من المرجح أن يمضي الملك يوما في قرية إملشيل، وهو ما سيضطر المشرفين على الزيارات الملكية إلى تشييد خيمة خاصة، في ظل انعدام الفنادق في هذه القرية المعروفة أكثر بموسم الخطوبة، وهو الموسم الذي يعقد فيه القران الجماعي لشابات وشباب المنطقة الراغبين في الزواج. وهو نفس ما عمد إليه الملك أثناء زيارته لأنفكو التي لا تزال تعاني نفس الأوضاع مع قساوة الطبيعة وظروف العيش. ويشتغل جل أبناء هذه المنطقة في سلك الجندية، وأغلبهم يعمل في الصحراء، وما تبقى منهم يمارس الرعي. ولا يتمكن إلا عدد قليل من أطفال المنطقة من متابعة دراستهم الابتدائية. وتنتظر ساكنة الريصاني أن يقوم الملك محمد السادس بزيارة هذه المدينة، ويتفقد ضريح جده المولى علي الشريف. ويأمل هؤلاء في أن تسفر هذه الزيارة عن إطلاق مشاريع تنموية من شأنها أن تخلق فرص الشغل لساكنة تعيش، في مجملها، على عائدات التمور. ويعتقد سكان هذا الإقليم أن الملك الراحل الحسن الثاني قد غضب على منطقتهم بعد الأحداث التي عرفتها سنة 1973 واستهدفته في حياته. ويرون أن احتضانها لمعتقل تازمامارت الرهيب يؤكد هذه القناعة. ومن شأن زيارات الملك محمد السادس أن تضع حدا لما يسمونه بسياسة التهميش التي تتعرض لها مناطقهم منذ تلك الحقبة، يضيف هؤلاء.