يتأهب المنتخب الوطني لكرة القدم للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 بجنوب إفريقيا، حيث لم تعد تفصلنا عن هذا الموعد إلا أسابيع قليلة، وإذا كان رشيد الطوسي كشف عن لائحة «الأسود» النهائية واللاعبين الذين سيشاركون في هذا الموعد المنتظر، فللأسف، مازال هناك من يسعى لافتعال قضايا هامشية، من شأنها أن تؤثر على السير العام للمنتخب الوطني. لقد تحولت عدم المناداة على الحسين خرجة وتمرد تاعرابت إلى قضية أساسية غطت على السير العام للاستعدادات والبرنامج العام، والمشاكل التي يمكن أن يصادفها المنتخب الوطني. لذلك، من المفروض اليوم أن يعيد الطوسي وطاقمه التقني ترتيب الأوراق جيدا، فقد كشف عن تصوراته، وعن برنامجه ودافع عن اختياراته وعن نفسه. اليوم، يجب أن تطوى الصفحة وأن يتطلع الطوسي وطاقمه إلى المستقبل، فالمنتخب الوطني من المفروض أن يمحي خيبات الدورات الماضية، وأن يعبر على الأقل إلى الدور الثاني، الذي لم يصل إليه منذ دورة تونس 2004. إن قضية تاعرابت وغياب خرجة وعدم رد الشماخ على المكالمات، واللوبيات التي تتحكم في المنتخب الوطني يجب أن تكون جزءا من الماضي، الذي من المفروض أن يدفع إلى العمل على تصحيح الصورة، وليس إلقاء ضباب كثيف عليها. إن نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013، حدث مهم، ويجب أن تكون فرصة لترتيب الأوراق وإعادة بناء المنتخب الوطني من جديد، ورسم خارطة طريق تبعث على التفاؤل. لقد أمضى الطوسي ثلاثة اشهر مع المنتخب الوطني، وأصبحت له رؤية شاملة عنه، ويجب أن يحوله إلى منتخب يتكلم لغة واحدة، صحيح أنه بدأ الخطوة الأولى من خلال ترتيب بيته، وتنظيفه وإبعاد من كانوا يتحكمون فيه، لكن القادم أصعب ويحتاج إلى عزيمة قوية، وإرادة فولاذية، حتى تمضي الأمور في الاتجاه الصحيح، فالدور الثاني على الأقل مطلب ملح، وضروري وبعدها لكل حادث حديث، أما الإقصاء من الدور الأول فقد تمتد تأثيراته حتى دورة 2015 التي سيحتضنها المغرب وسيكون ملزما بالفوز بها، بما أنها ستقام فوق أرضه وأمام جمهوره. إن الطوسي اليوم، بصدد بناء منتخب جديد، علما أن المنتخب الوطني يتألق عندما يضم وجوها جديدة متعطشة للمباريات، وللتألق وللدفاع عن القميص الوطني، والأساسي أن تظل معايير الطوسي واضحة، لا تتغير، لأن أكبر خطأ يقع فيه المدرب هو عندما يغير قناعاته ومبادئه.