في مباراة مثيرة نجح المنتخب الوطني لكرة القدم في تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013، إثر تغلبه على منتخب الموزمبيق بأربعة أهداف لصفر، ليضمن لنفسه مكانة بين «كبار» القارة في نهائيات جنوب إفريقيا. لقد نجح المنتخب الوطني في تحقيق تأهل مستحق، فقد تسيد اللاعبون المباراة، وعاشوا ضغوطا كبيرة، عرفوا كيف يتعاملون معها، مثلما عاش المدرب رشيد الطوسي لحظات عصيبة في مباراة هي الأهم له مع المنتخب الوطني. وإذا كان التأهل المستحق الذي حققه «الأسود» يمكن أن يشكل منطلقا لإعادة بناء هذا المنتخب على أسس صلبة، إذ سيمنح للطوسي هامشا زمنيا مهما للاشتغال بهدوء، إلا أن هذا الفوز «الكبير» يجب ألا يجعل الطاقم التقني واللاعبين يعتقدون أنهم حققوا كل شيء، فيضيعوا خارطة الطريق، ويتيهوا قبل أن يستفيقوا على وقع صدمة جديدة. لقد سبق للمنتخب الوطني أن «اكتسح» المنتخب الجزائري بأربعة أهداف لصفر في تصفيات كأس إفريقيا 2012، وخرج ملايين المغاربة إلى الشوارع فرحا بفوز «تاريخي»، لكن هذا الفوز بدا خادعا، وحجب الكثير من أخطاء المنتخب الوطني، بل إنه حتى لما واجه الاستعصاء في الكثير من المباريات، لم يجرؤ الكثيرون على دق ناقوس الخطر، وظلوا يعيشون على إيقاع حلم جميل اسمه رباعية الجزائر، قبل أن تقع «الفأس في الرأس» ويخرج المنتخب الوطني صاغرا من نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي جرت بالغابون وغينيا الاستوائية، وبمشاركة هي الأسوأ في تاريخه. اليوم، علينا جميعا أن نستفيد من هذا الدرس، إن ما حققه الطوسي مهم، فليس سهلا أن تقود المنتخب الوطني إلى التأهل بعد فوز برباعية سبقته خسارة بهدفين لصفر بمابوتو، لكن يجب أن نتوقف هنا، وأن يبدأ العمل من أجل إصلاح الأخطاء وتقوية المنتخب الوطني في جميع خطوطه، وأيضا خلق الانسجام وفرض الانضباط، وطي صفحة الحديث عن اللاعب المحلي والآخر الذي يمارس بالخارج، فالإنجاز الحقيقي الذي ينتظره المغاربة، هو التألق في نهائيات جنوب إفريقيا، وتقديم أداء كبير، خصوصا أن المنتخب الوطني منذ نهائيات تونس 2004 لم يتجاوز الدور الثاني. إن تأهل المنتخب الوطني إلى النهائيات مهم، وكشف أن الجمهور ذكي، فبرغم التأهل لم يتردد في مطالبةعلي الفاسي الفهري بالرحيل، لأنه يعرف أن المدرب المغربي ليس اختيارا للجامعة، وإنما جاء نتيجة ضغط الجمهور، الذي مل من أسطوانة المدرب الأجنبي.