انتقد نواب برلمانيون بلغة شديدة اللهجة تقرير المهمة الاستطلاعية المؤقتة التي قام بها أعضاء من لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة لمجموعة التهيئة «العمران» يوم 26 يونيو الماضي، حيث تتجه اللجنة إلى إعادة تنظيم هذه المهمة الاستطلاعية. واعتبرت أمينة ماء العينين، النائبة البرلمانية عن فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، والعضو في لجينة المهمة الاستطلاعية، أن الطريقة التي تمت بها المهمة الاستطلاعية أفقدت وأفرغت هذه المهمة، كشكل من الأشكال القانونية في أداء العمل النيابي، من معناها «لأنه ذهبنا في اللجنة دون أن يجتمع أعضاء المهمة ولم يتم توضيح منهجية العمل ولا الأهداف، وبالتالي فما تم غير مقبول». وكشفت ماء العينين عن تفاصيل المهمة الاستطلاعية، حيث أوضحت أن أعضاء اللجنة وجدوا أمامهم وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، وجلسوا في الصفوف الأمامية لمتابعة العرض الذي تقدم به الوزير حول المؤسسة، ليبدأ أعضاء المهمة الاستطلاعية في بسط مداخلاتهم «مثل التلاميذ وكأي ندوة عامة»، على حد تعبير النائبة الإسلامية. وأضافت ماء العينين قائلة: «ذهبنا لتناول الغداء، وبعد ذلك توجهنا لمدينة تامسنا وولجنا إلى إحدى القاعات، حيث عرض علينا المشروع النموذجي في شكل مجسم، وحضرنا حفل شاي وعدنا إلى حال سبيلنا، وهذا ما يسمى اليوم بمهمة استطلاعية...لقد ذهبنا لننقل صور لتدشينات سابقة والخرائط الطبوغرافية، ولم نزر تامسنا بالرغم مما قيل عنها وكل ما نعرف عنها». وسجلت أن «نواب الأمة لم تتح لهم الفرصة لممارسة مهمة استطلاعية حقيقية، تسمح بمناقشة وصياغة توصيات حقيقية تفتح النقاش حتى تعطي الأثر، لأنه عندما ينتقل نواب الأمة فإنهم يأتون بعمل حقيقي، أما إذا كنا نقوم بمثل هذه الزيارات البروتوكولية ونأتي بمثل هذا التقرير فمن العيب أن نسمي هذا التقرير بمهمة استطلاعية». من جهته أكد طارق القباج، النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي، أنه قام بزيارة لمدينة تامسنا يوما قبل المهمة الاستطلاعية، مسجلا أن تلك الزيارة «كانت فرصة لنلتقي بالمواطنين ونستمع إليهم ونعاين ظروف عيشهم». وسجل أن «تامسنا بعيدة عن المدن والنقل الحضري وهي نموذج للمدن الجديدة، لكنها تجربة لا يجب أن تعاد لأن تامسنا وتامنصورت أثبتتا فشل سياسة من عشر سنوات لا يجب إعادتها، وإذا أردنا ألا نضيع المال العام فيجب التوفر على تقييم شامل». وقد رد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، على الانتقادات الموجهة للمهام الاستطلاعية، بأن مؤسسة العمران نجحت في الكثير من الأمور ولها سلبيات في عدد من الجوانب الأخرى. وعبر بنعبد الله عن استعداده لأي قرار تتخذه اللجنة بشكل داخلي في إطار صلاحياتها، إما بإعادة إنجاز المهمة الاستطلاعية، أو توجيه أسئلة دقيقة للإجابة عليها ومناقشتها فيما بعد، أو تخصيص اجتماع لمناقشة مختلف النقاط. وقال بنعبد الله، الذي وجد نفسه أمام نقاش داخلي بين النواب: «نحن بدورنا نفضل أن يكون النقاش عميقا ودقيقا لأننا في حاجة إليكم وفي حاجة للاستماع لتجارب محلية من أقاليم مختلفة لنرى كيف يمكن أن تتضافر الجهود وكيفية تقويم وإصلاح ما يتطلب ذلك».