تمكنت مصلحة الأمن الرياضي المستحدثة على مستوى ولاية أمن الدارالبيضاء، بتنسيق مع مصالح الشرطة القضائية، من توقيف شبكة كانت مختصة في تزويد جمهور الملاعب الرياضية، وكرة القدم على الخصوص، بالشهب النارية، وتم تفكيك الشبكة، التي كانت «تُغرِق» سوق الكرة بالمفرقعات، بمختلف أنواعها، إذ تم ضبط المزودين وهم في حالة تلبس بعد كمين نُصِب لهم على مستوى منطقة بنمسيك، رغم أن نقط التوزيع تتضمن، إلى جانب بنمسيك، منطقتي الحي المحمدي ودرب السلطان. وحسب مصادر أمنية، فإن الشبكة التي كانت تتاجر في هذا النوع من المفرقعات تتضمن عددا من العملاء تم توقيف ثلاثة عناصر منهم في انتظار بقية الشركاء. واستنادا إلى المصدر نفسه، فقد جرى توقيف عناصر هذه الشبكة في منطقة بنمسيك وفي حوزتهم كمية من الشهب فاقت 400 شهب ناري، إضافة إلى مبلغ مالي من عائدات المبيعات. وقد تم تقديم هذه الشبكة أمام وكيل الملك لدى محكمة القطب الجنحي في الدارالبيضاء، الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت في انتظار محاكمتهم بتهمة تكوين شبكة للاتجار في الشهب النارية المحظورة. وتأتي عملية توقيف هذه الشبكة في سياق عدة توقيفات قامت بها عناصر الأمن الرياضي في إطار مخطط يرمي إلى تعقب نقط بيع الشهب، التي «تغرق» المدرجات. ومن خلال التحريات الأولية التي قام بها المحققون، تبيّنَ أن السوق المغربية تتزود من نقطتين أساسيتين، الأولى النقط الحدودية بين المغرب والجزائر عبر مدينة وجدة، والنقطة الثانية هي مدينة مليلية الإسبانية، بل إن العملية تنشط بشكل كبير خلال عاشوراء، حيث تكثر عمليات بيع مثل هذه البضائع، تحت مسمى لعب أطفال، قبل أن تكتشف السلطات الأمنية وجود أسواق عشوائية لبيع وشراء «بضاعة أجنبية دون سند قانونيّ، وهي عبارة عن ألعاب نارية (مفرقعات) وشهب اصطناعية لا يقتصر استعمالها على عاشوراء فقط». ومن خلال التحقيق الأوليّ، فإن أسعار شراء هذه الشهب النارية لا تتجاوز 90 درهما، بينما يتم بيعها للجمهور بما لا يقل على 170 درهما. وذكر المصدر ذاته أنه نظرا إلى ما تشكله هذه المواد من خطر على المواطنين، فقد تم تكثيف الأبحاث والتحريات، التي أسفرت عن إيقاف المزود الرئيسي، بعد نصب كمين له، وفي حوزته كذلك مجموعة من المفرقعات النارية كان بصدد تسويقها لقاصرين. وتمكنت السلطات الأمنية، بعد تعقب دقيق لخيوط الشبكة، من الاهتداء إلى أكبر نقطة توزيع للشهب على صعيد الدارالبيضاء، وحجزت كمية مهمة من المفرقعات والشهب الاصطناعية، عبارة عن صناديق من الحجم الكبير والمتوسط، تحتوي على أصناف عديدة من الألعاب النارية والشهب الاصطناعية ذات الاشتعال والاحتراق، وأخرى راجمة على شكل صواريخ صغيرة وقنابل صوتية مدوية، يُستعمَل أغلبها في مدرجات مركب محمد الخامس في الدارالبيضاء وفي الملاعب المجاورة. وتمكنت المصالح الأمنية التابعة للهيئة الحضرية لأمن مولاي رشيد، بتنسيق مع مصلحة الأمن الرياضي في الولاية، من ضبط سيارة مُحمَّلة بعدة علب كرتونية كبيرة الحجم تحتوي على مفرقعات. كما نفذت العناصر الأمنية لفرقة الشرطة القضائية لأمن الفداء -مرس السلطان حملات واسعة في هذا المجال، تكللت بإيقاف شخص في حوزته كمية من الألعاب النارية (4811 وحدة) من قبل العناصر الأمنية التابعة لفرقة الدراجين. وتمكنت مصلحة الشرطة القضائية ف المنطقة نفسها من إيقاف شخص وفي حوزته 51 علبة من المواد نفسها. وتندرج هذه الجهود ضمن خطة أمنية للتصدي للشهب النارية، والتي تخطط لها مصلحة الأمن الرياضي، المكونة من حميد البحري ومحمد حليم ومحمد المياز ومحمد السعيدي، تحت إشراف عبد اللطيف مؤدب، والي أمن الدارالبيضاء.