كعادة كل سنة ، أياما قليلة قبل الاحتفالات بعاشوراء، يسمع دوي تختلف درجة قوته وكذلك خطورته من هذا الحي إلى آخر، تفجيرات على مدار اليوم وساعات في الليل، تخلق أذى معنويا وماديا كذلك، سواء لأصحابها أو لمن يتم استهدافهم بهذه «القنابل» و «الصواريخ» التي تتطور سنة تلو الأخرى وتتسع دائرة مخاطرها. وضعية دفعت المصالح الأمنية بالدارالبيضاء ، فور توصلها منذ حوالي أسبوعين بتعليمات كتابية، بتنسيق مع مصالح الدرك والسلطات المحلية، إلى شن حملات قوية مع تشديد المراقبة على أماكن بيع هذه المفرقعات بهدف محاربة حيازتها وترويج أو عرض المواد المتفجرة للبيع. وبناء على تعليمات ولاية أمن البيضاء واستنادا إلى العمليات الأمنية الميدانية، قامت العناصر الأمنية التابعة لفرقة الدراجين بأمن البيضاء أنفا بإيقاف شخص مشبوه فيه يبلغ من العمر (27 سنة) و بحوزته مجموعة من الألعاب النارية حيث تمت إحالته على فرقة الشرطة القضائية لأمن البيضاء أنفا (فرقة مكافحة المخدرات)، و بينت الأبحاث الأولية أن الموقوف يقوم بشراء و بيع بضاعة أجنبية دون سند قانوني وهي عبارة عن ألعاب نارية (مفرقعات) و شهب اصطناعية، ونظرا لما تشكله هذه المواد من خطر على المواطنين، خاصة منهم الأطفال، فقد تم تكثيف الأبحاث و التحريات لتسفر عن إيقاف مزوده (39 سنة) بعد نصب كمين له و بحوزته كذلك مجموعة من الألعاب النارية ، وبعدالتحقيق مع هذا الأخير والبحث المكثف تم الاهتداء إلى شريكه (21 سنة) الذي تم إيقافه بالتنسيق مع الدرك الملكي لمنطقة مديونة بمحل خاص بالنجارة حيث تم حجز كمية مهمة من المفرقعات و الشهب الاصطناعية عبارة عن عدة صناديق من الحجم الكبير و المتوسط تحتوي على أصناف عديدة من الألعاب النارية و الشهب الاصطناعية الذاتية الاشتعال و الاحتراق و أخرى راجمة على شكل صواريخ صغيرة وقنابل صوتية مدوية و غيرها . ومع التحقيق مع الموقوفين الثلاثة تبين أنهم يتواصلون عبر الهاتف وأن المزود الرئيسي ينحدر من مدينة وجدة ، حيث يقوم بالاتصال بالموقوف ثانيا عبر رقم غير ظاهر ليتم اللقاء ويعمل على تزويده بالبضاعة. و دائما في نفس الإطار قامت المصالح الأمنية التابعة للهيئة الحضرية لأمن مولاي رشيد بإيقاف شخص يبلغ من العمر (36 سنة) على متن سيارته التي تم العثور بداخلها على عدة علب كرتونية كبيرة الحجم تحتوي على مفرقعات (80.000 وحدة)، وفي السياق ذاته قامت العناصر الأمنية لفرقة الشرطة القضائية لأمن الفداء مرس السلطان بحملات واسعة في هذا المجال تكللت بإيقاف شخص ( 26 سنة) و بحوزته كمية من الألعاب النارية هي عبارة عن ( 4811 وحدة ) من قبل العناصر الأمنية التابعة لفرقة الدراجين، كما تمكنت مصلحة الشرطة القضائية بنفس المنطقة من إيقاف شخص (17 سنة) و بحوزته 51 علبة من نفس المواد (3060 وحدة)، حيث تم تقديم الموقوفين أمام السيد وكيل الملك لدى ابتدائية الدارالبيضاء. مراقبة مناطق البيع سواء تعلق الأمر بمنطقة درب عمر أو بنقاط أخرى على مستوى العاصمة الاقتصادية انخرطت فيها كل مصالح وزارة الداخلية، إن على مستوى البيع أو الحيازة والاستعمال، وهي الخطوة التي لاتقتصر على المفرقعات والصواريخ والشهب الجاهزة ل «الانفجار»، وإنما تشمل كذلك محلات بيع العقاقير لقدرة عدد من الأشخاص على اقتناء مواد معينة والعمل على تشكيلها فيما بينها بهدف إعداد مفرقعات قد تكون أكثر خطرا بالنظر إلى احتوائها على مواد/كوكتيل يتكون من النترات، البوتاسيوم، الصوديوم، الألمنيوم ...، وتقوم مصالح السلطة المحلية بإخبار العناصر الأمنية بكل حالة من هذه الحالات، التي تعمل على التدخل من اجل انجاز المسطرة القانونية المتبعة في هذا الإطار. يذكر أن المفرقعات المستعملة خلال أيام عاشوراء شكلت ، على مدار السنوات، خطرا على المواطنين فقأت أعين عدد ممن استعملوها أو استهدفتهم، كما تسببت في حالات للإجهاض وحوادث مأساوية أخرى تتعدد درجات خطورتها.